من عنوان واحد "الانتخاب والمسؤولية أمام الله" كانت بعض الصور تتكسر لكنها في المقابل لم تستطع تلخيص "المرحلة"... والعنوان كان لمحاضرة خلال الحملة الانتخابية، وهو يملك امتدادا ظهر في كلمة قصيرة ألقاها أحد أعضاء مجلس الشعب خلال خطاب الرئيس بشار الأسد في المجلس، واختلط فيها المفاهيم ما بين "الخلافة" والسياسية...

ورغم أننا لا نريد الحكم على النوايا إلا أن المساحة التي ظهرت خلال السنوات السبع لم تكن فارغة، ومهما كان رأي البعض بهامش "الرأي الآخر" لكنه كان واضحا ومعبرا عن "موقف سياسي"، في مقابل العنوان الذي طرحناه في البداية حول "الانتخاب.. والمسؤولية امام الله" الذي يحمل موقفا ثقافيا... لكن المسألة في السنوات السبع لم تكن محصورة في اتجاهين، فهي امتداد ضمن تاريخ سورية، ولا تشكل أي حالة قطيعة مع الماضي، سواء اعتبرنا هذا الماضي عام 1963 أو عام 1946...

في قراءة المرحلة فإننا نراها ضمن "سوريتها" أي أنها متعلقة بالاستقلال والجلاء والوحدة مع مصر والانفصال، ثم استلام حزب البعث للسلطة وتبلور شكل جديد للدولة في تلك المرحلة... ووسط هذه القراءة لا نستطيع إجراء فصل مطلق للمراحل، فكان التمييز الأساسي لسمة الجمهورية هو الطابع الذي حكمها بمفاهيم لها علاقة بالشكل الحداثي الذي يمكن أن نطلق عليه ما نشاء من مصطلحات العلمانية أو "العقلانية"، لكننا في النهاية نبقى ضمن دائرة "الدولة" بمفهومها كمؤسسة معاصرة وليست حالة تراثية.

في صور السنوات السبع الماضية استمرار لمحاولات التعامل مع كل "تراث سورية"، وهذا التعامل لا نقصره على "الدولة" لأن أي حركة أخرى كانت تنطلق في النهاية من مجتمع وليس مع حالة ماورائية. وما نستطيع رؤيته اليوم من السنوات السبع أن "الموقف الثقافي" هو الذي سيؤسس للمستقبل، خصوصا عندما يستطيع البعض خلط المفاهيم، أو إعادة الزمن إلى الوراء.

والموقف الثقافي لا يعني أي توقف سياسي، لكنه يسعى إلى رسم مسؤوليتنا الاجتماعية أمام صور ليست باهتة لكنها قادرة على فرض "رمادية" التراث فوق أي شكل حديث للدولة... والمسؤولية من جديد هي أمام المجتمع، أما المسؤولية أمام الله فموقعها خارج هذا المكان.