الاتحاد

لماذا كلما حدث تقارب وتنسيق حقيقي وفعال بين بلدين او قيادتين عريقتين، فإن الاطراف الاخرى تشعر بالقلق، وتبدأ بالتصرف على أساس ان ما يجري هو موجه ضدها؟

ان المسألة تندرج في سياق التدهور الحاصل في العلاقات العربية - العربية، ووجود الكثير من الشكوك بين القادة والحكام العرب، وابتعاد العمل العربي المشترك عن الأسس الصحيحة والمبادئ الواقعية! ذلك انه لو توافرت مثل هذه المقومات والمعطيات، لما كانت هناك اية حساسية او قلق من اي تقارب بين بلدين عربيين او اكثر!

ولكن المشكلة تكمن في ان العالم العربي، لا يزال يفتقر الى القيادات السياسية التاريخية - اذا صح التعبير - وربما كانت ازمة المنطقة كلها، هي أزمة عدم وجود قيادات وزعامات، قادرة على مواجهة ما يجري بالكثير من الشجاعة، واتخاذ القرارات التاريخية ايضا.

وعادة فإن القيادات التاريخية، هي التي تفرز اوضاعا ومعادلات تاريخية في أي إقليم وبالنسبة للعالم العربي فإنه ومنذ مطلع الالفية الثالثة، ظهرت فيه قيادات جديدة، شابة، لكنها غير قادرة على اختراق واقع العلاقات العربية - العربية الدامي والمأزوم، فكانت النتيجة استمرار ازمة هذه العلاقات بل حدوث انحراف خطير في الوضع العربي، وهو ما تمثل بإعلان بعض الدول العربية عند دعمها للعدوان الاسرائيلي على حزب الله العام الماضي، وذلك في سابقة خطيرة جدا، وهي تنذر بحدوث انقلاب تاريخي في مسار الصراع، وربما وصلت المنطقة الى وضع، سيتم الترحم فيه على أيام الملك فاروق ونوري السعيد!