ناشد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الفصائل الفلسطينية وقف الاقتتال في قطاع غزة، محذرا من تداعياته ومخاطره على وحدة الشعب الفلسطيني ونتائجه السلبية على الجهود الهادفة الى دفع عملية السلام وايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

وقال في كلمة امام لقاء ضم 200 من ناشطي السلام الاردنيين والفلسطينيين والاسرائيليين وانهى اعماله في العقبة امس: «يجب ان يتوقف العنف من اجل مصلحة فلسطين والفلسطينيين». وحض ناشطي السلام على مواجهة التحديات التي تحول دون المضي قدما في عملية السلام بكل شجاعة وتصميم، والبناء على زخمها لتحقيق نتائج حقيقية على ارض الواقع، محذرا من المزيد من العنف والدمار في المنطقة.

واعتبر العاهل الاردني العام الحالي مفصلا مهما لاتخاذ قرار باتجاه السلام، اذ ان الدول العربية تقف متحدةً وراء مبادرة السلام العربية، وهناك إرادة دولية جديدة لحلّ القضية الفلسطينية وتَحْظى باهتمام القيادات في الجانبين.
وقدم رئيس مركز المستقبل العربي لدراسات الديموقراطية والسلام الدكتور عبدالسلام المجالي ايجازا تناول ابرز الرؤى والافكار والمقترحات التي ناقشها نحو 200 مشارك على مدى يومين بهدف وضع خطة وآليات عمل مناسبة لخدمة قضايا السلام في المنطقة والترويج لمبادرة السلام العربية وتفعيل دور المجتمعات المدنية لتحقيق هذا الهدف.

من جانبه، قال احد المشاركين في المؤتمر مازن سنقرط ان الالتزام الاردني بتحقيق السلام وتحسين حياة الفلسطينيين والأهمية التي يعقدها الاردن على تحقيقه يعبر عن نفسه من خلال جهود المــلك عبدالله الكبيرة لتحريك عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. وقال ان على الفلســـطينيين اتخاذ خطوات بهذا الاتجاه، الا ان على اسرائيل اتخاذ خطوات اكبر، معرباً عن اعتقاده بأن مبادرة السلام العربية هي الامل الوحيد والاخير لتحقيق السلام لشموليتها، ومطالباً الاسرائيليين بقبول المبادرة لأن ما هو معروض اليوم فرصة لاعادة تاريخ التعايش المشترك في الاندلس.

اما النائب الاسرائيلي الحاخام ميخائيل ميليكيور فقال ان «كل واحد من الموجودين يعرف اين نريد ان نذهب وكم نبعد عن ذلك الهدف»، مضيفا ان «اجتماع العقبة جاء لتقليص الفجوة بين هذين المكانين واعلان التزامنا تحقيق هذا الهدف». وتابع ان «المشكلة الوحيدة التي تواجهنا هي القيادة الشجاعة الحقيقية، ولهذا ننظر اليوم الى جلالة الملك لقيادتنا وتوجيهنا والهامنا للسير في هذا الطريق». وجدد الدعوة للعاهل الاردني لزيارة اسرائيل والقاء كلمة امام الكنيست يخاطب فيها الاسرائيليين من خلال ممثليهم، قائلا: «ان مثل هذا التصرف سيقلص الشكوك ويلهم الجميع بالعمل المطلوب».

لكن المصادر الاردنية اكدت ان مثل هذه الدعوات لن تجدي نفعا ما لم تتخذ الحكومة الاسرائيلية خطوات على الارض للقبول بالمبادرة واطلاق خطوات حسنة النية تجاه الفلسطينيين.

واصدر المجتمعون بيانا في ختام اجتماعهم اكدوا فيه الحاجة الى ترويج مبادرة السلام العربية واهمية تبنيها اطارا اساسيا للمفاوضات، معتبرين ان المبادرة توفر فرصة تاريخية لتحقيق سلام شامل وبشكل جماعي بين الدول العربية واسرائيل. واكد البيان ان تحقيق السلام الشامل بين الاطراف الرئيسية في النزاع يوفر بيئة تسهم في تحقيق الامن والازدهار والتعاون والتطبيع الحقيقي. وبحسب البيان، عززت المناقشات امكانات التعاون لترويج المبادرة العربية اذ تبلورت خطة عمل لتحقيق هذا الهدف تستند الى آلية دعم على شكل لجنة توجيهية غير حكومية.

وتتضمن خطة العمل الوصول الى اكبر عدد من المنتديات في المنطقة وخارجها لنشر المبادرة بلغات عدة والدعوة لعقد اجتماعات دورية لمناقشة مضامين المبادرة بهدف التوصل الى اجماع حولها، وتوسيع دائرة المشاركين في الاجتماعات العامة للترويج للمبادرة من الشرائح الدينـــية والسياسية والعرقية المختلفة في الدول ذات العلاقة، وتأكيد دور مؤســسات المجتمع الاسرائيلي وداعميها في قبول المبادرة والتــرويج لها، بالاضافة الى حشد الجماعات العربية واليهودية في العالم للتأكيد أن المبادرة توفر السلام الدائم والعادل

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)