أفادت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أمس ان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني يدفع في الفترة الأخيرة باتجاه إحياء فكرة الكونفيديرالية التاريخية التي يترأس في إطارها «المملكة الهاشمية - الفلسطينية الكبرى» التي تضم دولتين: الأردن وفلسطين.

وأفاد المعلق السياسي في الصحيفة بن كسبيت أن موفدي العاهل الأردني إلى إسرائيل طرحوا على مسامع صناع القرار وشخصيات سياسية في الدولة العبرية الفكرة التي تقضي بأن تتمتع كل من دولتي الكونفيديرالية بسيادة مستقلة ومحدودة، على غرار الحكم الفيدرالي في الولايات المتحدة، على أن يكون الملك على رأس الكونفيديرالية، يليه رئيسا حكومتي الأردن وفلسطين. وأضاف المعلق ان الملك نفسه ينأى بنفسه عن الارتباط شخصياً، لكن موفديه إلى إسرائيل وعلى رأسهم رئيس الحكومة الأردنية السابق عبدالسلام المجالي الذي زار الدولة العبرية قبل أسبوعين على رأس وفد رفيع، يتحدثون باسم الملك.

ونقل كسبيت عن إسرائيليين التقوا المجالي قولهم إنه رغم ان العاهل الأردني «لم يوقع شخصياً على المبادرة»، لكن من الواضح ان هؤلاء الأشخاص يتحدثون باسمه، وهم لا يخفون ذلك.

ويرى المعلق ان المبادرة الأردنية هي بالون اختبار يطلقه العاهل الأردني «إزاء الجمود واليأس اللذين يسيطران على العملية السياسية والهلع المتعاظم في عمان من الانسحاب الأميركي الوشيك من العراق». وأضاف ان العاهل الأردني «مذعور من امكان أن يصبح خلال وقت قريب حبيساً بين الفلتان الإسلامي في العراق والجموع الفلسطينية الغفيرة التي تفيض بها مملكته والفوضى الناشئة في أراضي السلطة الفلسطينية». ورأى المعلق ان ترويج العاهل الأردني للمبادرة العربية للسلام ولقاءاته الأخيرة لهذا الغرض ممثلي الإعلام والنافذين في الرأي العام في إسرائيل وحديثه عن وجوب استغلال «الفرصة الأخيرة للسلام» في المنطقة، تندرج في سياق مبادرته الجديدة

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)