ذكرت تقارير دبلوماسية اوروبية واردة من واشنطن ان وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا ‏رايس، تبحث مع الرئيس جورج بوش حول ضرورة اعادة إحياء منتدى «الحوار الاميركي - ‏السوري» الذي توقف في العام 2003 بعد التباين العميق في المواقف بين البلدين بخصوص الحرب ‏الاكية على العراق وما لحق ذلك من خلافات بعد صدور القرار الدولي الاول الرقم 1559 ‏وانسحاب الجيش السوري من لبنان في اعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري واستدعاء السفيرة ‏الاميركية في دمشق الى واشنطن.

ويأتي اقتراح السيدة رايس باستئناف الحوار مع سوريا بعد ان قررت الادارة الاميركية تبني ‏وان بصورة غير معلنة توصيات «لجنة بيكر - هاملتون» للسلام في الشرق الاوسط وتحديدا في ‏العراق، ناهيك عن ان «منتدى الحوار الاميركي - السوري» الذي لم ينعقد الا مرتين تمثّل ب‏الجانب الاميركي بالسفيرين ادوار جيرجيان وريتشارد مورفي والباحث ستيف كوهين والاميركي من ‏اصل سوري عماد تينادي وهم من اركان «معهد جيمس بيكر» بالاضافة الى السيناتور الجمهوري ‏ارلان سيكنر ويضم في عضويته كريستوفر روستي من وزارة الخارجية وتيودور قطوف السفيراميركي السابق في سوريا.‏

وقد جرى الاجتماع الاول «لمنتدى الحوار الاميركي - السوري» في نهاية العام 2002 في مدينة ‏هيوستن الاميركية، بحضور ممثلين عن مختلف القطاعات السياسية والعسكرية والتربوية والاقتصادية ‏السورية، ثم احتضنت الجولة الثانية من هذا الحوار العاصمة السورية في الفترة التدة من 6 ‏الى 8 كانون الثاني من العام 2003.‏وبحسب المعلومات الااوروبية فان مائدة التفاوض بين الجانبين ستتركز بطبيعة الحال على ‏العلاقات الثنائية وقضايا الشرق الاوسط ومكافحة الارهاب والملف الامني في العراق.

‏وتتوقع الدوائر الاوروبية المعنية بملف الشرق الاوسط ان يكون «الحوار الاميركي - السوري» ‏هذه المرة في ظل اجواء اكثر من مواتية، خصوصاً مع اعتراف الجانب الاميركي بالدور المحوري ‏لدمشق في تعزيز الاستقرار في المنطقة، والتي برزت بوضوح من خلال ترحيب دمشق ودعمها حوار ‏الفلسطيني - الفلسطيني وكذلك في وقت تتسلل التيارات الاصولية الى العراق وتسليم غالبية ‏المجاهدين الى عدالة بلادهم.يضاف الى ذلك ما كشفت عنه هيئة ‏M.E.N.A.F.A.T.F (Middle East & North Africa ‎Finanacial Action Task Force‏) في تقريرها الاخير الخاص بالترتيبات التي اتخذتها السلطات ‏السورية في ملفي مكافحة تمويل المجموعات الارهابية وتبييض الامواوجاء هذا التقرير في157 صفحة، واعتبر في الدوائر الغربية وثيقة مرجعية في التجهيزات ‏السورية في هذا المجال، ونقاط الخلل فيها، وغير ان مصدرقوة هذا التقرير هو تحديده النقاط ‏التي التزمت فيها دمشق بالقواعد العالمية.وفي هذا السياق، فانه من المقرر ان توافق واشنطن على طلب دمشق للانضمام لمجموعة ‏EGREMENT ‎GROUP‏ التي تضم في عضويتها 58 خلية استخبارات مالية من مختلف دول العالموقد شاركت اللجنة السورية في اجتماعات المجموعة التي انعقدت في قبرص في حزيران 2006 بصفة ‏مراقب.

مصادر
الديار (لبنان)