لما تزل النزعة الاخلاقية التطهرية تسيطر عند مقاربة الفن نقديا ، وكأن الفن في جميع تجلياته بحاجة الى شهادة ( سرتفيكا ) من أي عابر كي يجيزه ويواق على استهلاكه بشريا ،والرواية اليوم تمر عبر ذات المجال ( النقدي ) كي تأخذ شهادة حسن سلوك أخلاقوية لكي تتجنب ختمها بأشارة غير صالحة للأستخدام البشري .

أدب غرف النوم …. الرواية تتشخلع … الاغراق في الفضح الجسدي … التعبير عن نواقص الكاتب /ة … البحث عن الشهرة … نقصان شديد بالموهبة يعوض بالكتابة عن اللحظات الحميمة … تغطية الجانب الفني الركيك … محاولات لفت النظر …أفتعال الجرأة … الفن الموازي للفيديو كليب … اللهاث وراء حداثة مزيفة …فيلم عربي رخيص … ذريعة للشهرة والتكسب … مومس تروي مذكراتها …. الخ الخ الخ

كل هذا الكلام النقدوي هو من خارج الرواية جمعا وافرادا ، هو انطباعات شخصية ولأسباب شخصية تريد ان تقوم بفعل خيري بدلا عن الابداع ، والفعل الخيري مشرع بين الناس من العبقري المنتج حتى الامي و التنبل الذي يلقي نصائحه على الناس مجانا ، والنصيحة هنا في نقد وتقييم هذا الادب الذي ( يذكر ) الجنس ، أن لا تقربوه لأنه يسيىء الى اخلاقكم وتربيتكم ، لأنكم لن تستطيعوا القاء نظرة سليمة الى الحياة والكون والفن بعد قراءتكم لهذا الادب المتشخلع وربما كان مآلكم النار . وفي أحسن الاحوال يمنون علينا بكلمة كي لا نفهمهم خطأ أن الجنس مسموح في الرواية ولكن ليس على هذه الشاكلة ،بل على شاكلة اخرى لا يعلمها الا كل ذي علم عميق .

وهكذا عبر التعميمات الأخلاقوية تتحول الرواية الى كتاب مدرسي عمومي يجب ضبطه على ايقاع التربية المحافظة وعدم خدش الحياء العام ، وكأن الروائيون يجب عن يحسبوا حساب ألأعمدة ( لا النقاد ) في سوق الصحافة .

اذا كان هذا هو المعيار فالرواية هي قلة أدب وهذا ما علينا الماحه في حال اخترنا ان نقرأ رواية ما … فالكاتب في المقام الاول والاخير حر في اختيار تقنياته ومواضيعه والفاظه وكل شيىء ، والقارىء حر أن يحب الرواية او يرميها ، يكملها او لا يكملها فهذه هيي جائزة الفنان سلبا او ايجابا ، أما ان نحرم على الكاتب أن يدخل غرف النوم مثلا ونعتبره انتهاكا للذوق العام فهو فعل مصادرة للفن اشد اساءة الى القارىء مما ينذر هؤلاء ( النقاد ) العموديون ( من عمود الجريدة وليس من الشعر العمودي ) بتهافت فن الرواية العربي .

هل نريد ان نتعلم شيىء من الأدب ؟؟؟

نعم نريد ان نتعلم الحرية وبشكل شخصي … أن ( نحتمل ) حرية غيرنا عسى ولعل ان لا نكون من الضالين .