تراكمت في الآونة الأخيرة الكثير من التصريحات الصادرة عن العديد من كبار صناع القرار في إسرائيل والتي تؤكد جميعها أن هناك رغبة عربية رسمية في وضع حد لدور حركة حماس في العملية السياسية الفلسطينية. وزير الحرب الإسرائيلي عمير بيريتس قال الليلة الماضية في حديث مع قناة التلفزة الاسرائيلية العاشرة أنه عندما يلتقي مسؤولين عرب يشعر بالدهشة من حجم الامتعاض العربي الرسمي لوجود حركة حماس في الحكم. وأضاف أن الإنطباع المتبلور لدى الحكومة الإسرائيلية أن الحكومات العربية بإمكانها أن تتعايش مع الحرب التي تشنها اسرائيل ضد حركة حماس رداً على اطلاق الصواريخ، منوهاً الى أن كل ما يعني العرب هو عدم سقوط اناس ليس لهم علاقة بحركة حماس في عمليات جيش الاحتلال.

وشدد على أنه يتوجب على اسرائيل تنسيق خطواتها ضد حماس مع الدول العربية، من أجل أن يتولد واقع فلسطيني يلبي مصالح اسرائيل وهذه الدول. وتطابقت تصريحات بيريتس مع التصريحات التي نقلتها الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية عن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيفي ليفني بتاريخ 18-5-2007، حيث قالت أن جميع الرسائل التي تصل إسرائيل من الحكومات العربية سواء في اللقاءات المباشرة بين مسؤولين عرب وإسرائيليين، أو عن طريق القادة الأجانب الذين يزورون العواصم العربية، تؤكد أن الزعماء العرب معنيون أكثر من إسرائيل بغياب حركة حماس عن دائرة الفعل السياسي الفلسطيني وبأسرع وقت ممكن. وأضافت بالحرف الواحد " كلهم يعيبون علينا وعلى الإدراة الأمريكية السماح بمشاركة حركة حماس في الانتخابات الأخيرة، ويتساءلون لماذا نكون نحن أكثر مرونة في التعامل مع الحركات الإسلامية من الأنظمة العربية التي تفعل المستحيل من أجل منع الإسلاميين من المشاركة في العملية السياسية ".

أما القائم باعمال رئيس الحكومة الاسرائيلية شمعون بيريس " فيشيد " في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي بالدور العربي الرسمي في الحفاظ على الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني. وأضاف " الأنظمة العربية مثلنا معنية بعدم نجاح تجربة حركة حماس في الحكم، وبالتالي فهي لا تسارع الى المحاولة بشكل جدي الى رفع الحصار عن الفلسطينيين. وهذه رسالة عربية واضحة للشعب الفلسطيني مفادها أن الأمور ل ا يمكنها أن تتقدم في ظل وجود حماس في الحكم ".

الى ذلك ذكرت اذاعة جيش الاحتلال أن هناك ثمة تفاهم متبلور بين اسرائيل والادارة الامريكية على محاولة تقليص الدعم العربي لحركة حماس. واشارت الاذاعة الى واشنطن وتل ابيب تريدان عقد صفقة مع سوريا، على أساسها تسحب الولايات المتحدة معارضتها لقيام إسرائيل بإجراء اتصالات مع سوريا بشأن تسوية للصراع بينهما، مقابل أن تتراجع سوريا عن تأييدها لحركات المقاومة التي تتواجد قياداتها في دمشق، وعلى رأسها حركة حماس. من ناحيته شدد معلق اسرائيلي بارز على أن اسرائيل معنية باسقاط حركة حماس والتخلص منها دون أن تلتزم بإبداء مرونة سياسية في حل القضية الفلسطينية. ويضيف حنان كريستال، أشهر المعلقين السياسيين في إسرائيل، قائلاً " لو قام العرب وأبو مازن بتقديم رؤوس قادة حركة حماس على طبق من فضة لإسرائيل، فأن أولمرت لن يقدم على أي خطوة في مجال تسوية القضية الفلسطينية ".