كلها مساحات يمكن ان اخترقها، لأنني لا استطيع أن أرى وجها واحدا، او ابتسامة دائمة، فالحنق والغضب والحزن جزء من التنوع الذي أعشقه في تبدل حياة الناس، لأنه يبرهن لي ان الحياة لا يمكن ان تسير على خط واحد لا يحمل إلى ظاهرة لا تتبدل. فما يهمني إذا كانت السياسة تدخل على مساحة العاطفة أو الجنس أو حتى "الإرهاب" الذي أصبح وشاحا أحمله معي أينما ذهبت.

أحاول في انتظار "الصيف" الحار أن اتجاوز "البند السابع" لأنني لست ملزمة بجعل مشاعري مسؤولية دولية، وأنا أساسا لم أكن أعرف أن "البند السابع" يمكن أن يتحمل كل هذا "الشحن العاطفي"، أو أنه يمكن أن يقف على حدود صورتي ليعيد تشكيلي كظلال مبهمة نسمعها عندما يداهمنا الحدث فجأة... وإذا أردت أن احمل غضبي فإنني أحاول أن أجعل "الحنق" خارج الدائرة التي أريدها، لأن ما يربطني مع لبنان ومخيم نهر البارد أو شارع فردان والأشرفية أكثر من مجرد صراع سياسي بين قبيلتين...

مساحتي نحو لبنان رغم كل شيء.. ومساحة لبنان عشق وجنس وطرب وكتب ومجلات... لبنان لا تختصر بمساحة التصريح السياسي لأنه أكثر من تراث يحمله الجميع.. وفي نهاية طريق "تحمل المسؤوليات" أجد نفسي في بيروت أو بنت جبيل.. وأحمل عشقي بـ"لكنة" فرنسية ثم تتحول إلى "عبق" فينيقي في جبل عامل.

كل هذا التاريخ لا يمكن اختصاره أو جعله صراعا قبليا... وكل التطرف الذي ينفجر فجأة سيدفعني لأن أصبح مراهقة تهوى الخروج عن المألوف، فلا أشاهد الكره العابر الذي يتم حفره داخل الصور التلفزيونية، فأنا في النهاية هاربة من الماضي... من "النمطية" ومن اعتياد التصريحات المتسرعة التي تريد تحويلي إلى جارية في صراع قبيلتين.