وقع الرئيس الاميركي جورج بوش أمس قانون تمويل الحرب في العراق، بعد ان نجح في إفشال الجهود التي بذلها الديموقراطيون لفرض جدول زمني للانسحاب من هذا البلد.

لكن هذا النصر السياسي الذي يأتي في اوقات صعبة بالنسبة لبوش، لا يعني انه تخلص نهائيا من ضغط الديمقراطيين الذين يشكلون الغالبية في الكونغرس لوضع نهاية سريعة للحرب. فبوش نفسه اقر الخميس ان على الاميركيين ان يستعدوا لاشهر "دامية" في العراق فيما حذر الديمقراطيون بالرغم من انقساماتهم بانهم لن يتوقفوا عند هذا الحد.

وبعد اسابيع عدة من اختبار القوة مع البيت الابيض تراجع الكونغرس الخميس باقراره مشروع قانون لتمويل الحرب خال من اي جدول زمني للانسحاب من العراق.

وبتوقيعه النص يحرك بوش نحو مئة مليار دولار لدفع نفقات العمليات التي يقوم بها 147 الف جندي اميركي في العراق ونحو 25 الف اخرين منتشرين في افغانستان حتى شهر ايلول المقبل.

واعرب بوش في بيان عن ارتياحه قائلا "ان الكونغرس صوت الامس (الخميس) على تزويد جنودنا بالاموال التي يحتاجون اليها لحماية وطننا واني سعيد بتوقيع القانون اليوم (الجمعة)".

ويسجل توقيعه هدنة موقتة بين البيت الابيض والديمقراطيين وحتى قسم من اصدقائه الجمهوريين، بعد اكثر من ثلاثة اشهر من شد الحبال.

ومنذ ان طالب بوش بمئة مليار دولار يسعى الديمقراطيون الى استخدام هذا القانون لفرض حد لمهمة القوات الاميركية في العراق.

وافاد استطلاع جديد للرأي اجرته شبكة التلفزة سي بي اس وصحيفة نيويورك تايمز ان 76% من الاميركيين يعتقدون ان الامور تسير بشكل سيء بالنسبة لجنودهم في العراق. ويعتبر 63% انه من الضروري تحديد مهلة للتدخل الاميركي في العام 2008 فيما لا يؤيد 72% اسلوب بوش في قيادة الحرب.

لكن سلطة الكونغرس بشان النفقات تم تجاوزها بالفيتو الرئاسي. حيث استخدم بوش حق الفيتو في الاول من ايار للاعتراض على صيغة اولى لمشروع التمويل قدمه الكونغرس. واكد بوضوح انه سيفعل الشيء نفسه ان واصل الديمقراطيون جهودهم لحمله على الرضوخ.

الا ان الديمقراطيين تراجعوا لتفادي اتهامهم بالتخلي عن الجنود وتركهم بدون اموال.

واثارت هذه القضية انقسامات عميقة فيما بينهم مما ادى الى تبادل الانتقادات والاتهامات.

وقد صوت المرشحان الرئيسيان لديهما الى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 2008، السناتوران هيلاري كلينتون وباراك اوباما، ضد مشروع القانون الذي اقر الخميس.

واعترض الاخيرون قائلين انهم تمكنوا من تضمين القانون فرض تحقيق نتائج من قبل الحكومة العراقية.
وسيتعين على بوش اولا ان يعلن عن تقدم الحكومة العراقية بحلول منتصف تموز. وستبدأ ايضا في الصيف المناقشات حول الميزانية العسكرية للسنة المالية التي تبدأ في الاول من تشرين الاول.

ويتوقع ان تحتدم المناقشات مع اقتراب ايلول الشهر الذي ينتظر ان يجرى خلالها تقييم لنجاح او فشل الاستراتيجية التي تنتهجها حاليا الادارة الاميركية في العراق.

وقال سكوت ستانزل المتحدث باسم البيت الابيض "اني متأكد باننا سنجري مناقشة محتدمة بشأن جميع جوانب الميزانية، بما في ذلك ميزانية وزارة الدفاع".

واقر بوش الخميس ان اعداء الاميركيين في العراق قد يشنون معارك كثيفة وانه ينبغي ان نخشى صيفا "صعبا جدا" وحتى "داميا".

مصادر
وكالة الانباء الفرنسية (فرنسا)