سورية في سبع سنوات ..
معالجة مرحلة
سورية الغد
كان العالم "يشيد" بالانتقال السلمي للسلطة في سورية، في وقت لم تكن الأنظار متجهة نحو طبيعة المرحلة بقدر توجهها إلى الخارطة الإقليمية التي أبدت ثباتا واضحا مع رحيل القيادات السياسية التي شكلت صورة بارزة المعالم. لكن العالم الذي كان ينظر إلى سورية بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد فإنه في نفس الوقت بدأ التفكير بالمستقبل الذي تسارعت أحداثه داخليا وخارجيا.

لم تكن سورية على أعتاب مرحلة جديدة بالمعنى الكامل للكلمة، لأنها دخلتها قبل نهاية القرن الماضي بجملة من الأحداث التي شكلت نقطة فارقة شدت انتباه الناس، وعبرت عنها ثلاث محطات اساسية:

  الأولى نهاية مرحلة وزارة طويلة، لكن هذه النهاية انطلقت من حراك اقتصادي كانت النخب السياسية تراقبه عن كثب، حيث تم التركيز على الواقع الاقتصادي السوري، وهو ما دفع في النهاية لظهور حكومة جديدة بدأت بالتعامل مع الواقع الاقتصادي ضمن شكل نقدي تبلور لاحقا بمقولة "الإصلاح الاقتصادي" و "محاربة الفساد".

  الثانية سعي الدولة للبدء بإغلاق ملف الاعتقال السياسي، وبشكل يحمل عنوان جديدا في مسألة الدخول إلى مرحلة جديدة، وتم التعبير عنها لاحقا بتوسيع الهامش السياسي.

  الثالثة مرتبطة بالموضوع الخارجي حيث ظهر من المباحثات التي استضافتها جنيف ورعاها الرئيس كلينتون أن أفق السلام في المنطقة وصل إلى طريق مسدود، وكان يعني أيضا أن الواقع الإقليمي بعد أقل من عشر سنوات على انطلاق عملية السلام في مدريد يقف عند نقطة التسوية ما بين سورية وإسرائيل.

والنقاط السابقة كانت توحي بأن الظرف الموضوعي في سوريا على وشك التبدل، وهو يحمل بوادر واضحة في التعامل مع مسائل شائكة داخلية وخارجية، وإذا كان اتتحار رئيس الوزراء الأسبق محمود الزعبي في أيار 2000 يقدم مداليل على صعيد المستقبل، فإن انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان كانت الصورة الخارجية الأخيرة التي أوحت بأن بعض الظروف التي أحاطت بالمنطقة تتغير بسرعة، وأن تكوين الشرق الأوسط سيختلط قريبا مازجا الحدث الداخلي بالخارجي وفق معادلة لم تتبلور بشكل نهائي حتى اليوم.

والعالم الذي نظر إلى سورية بهدوء في حزيران من عام 2000 كان يترقب أيضا مسار الحياة السياسية السورية التي أصبحت "تحت المجهر" إن صح التعبير. وبالطبع فإن التحضيرات الإقليمية "المسبقة" كانت موجودة سواء فيما يتعلق بلبنان أو العراق، لكنها كانت على شكل دراسات أو تحركات لبعض الموجودين ضمن الدوائر السياسية في واشنطن.. هذه الدراسات التي رآها البعض "سيناريوهات" محتملة ضمن أرشيف "مركز التراث" على سبيل المثال لا الحصر، ستصبح بعد سنتين فقط من دخولنا الألفية الجديدة آليات لكسر الجغرافية السياسية في المنطقة عموما.
سورية ومواجهات مبكرة

احتل خطاب القسم في سورية مساحة واسعة من تفكير النخب السياسية السورية، وربما كانت طبيعة الخطاب وخروجه عن مألوف "الحياة السياسية السورية" دافعا للاهتمام به، لكن نقطتين أساسيتين دفعتا معظم النخب إلى التعامل معه بشكل مختلف:

  حديثه عن الشفافية التي فهمها البعض مرحلة "محاسبة"، ووجد آخرون فيها مجالا لطرح ما يفكرون به أو ما يحلمون به، وفي جميع الأحوال فإن الحديث بشفافية كان فرصة لإعادة إنتاج الخطاب السوري عموما رغم الطيف الواسع الذي أتاحه هذا المصطلح في تفكير الناس.

  النقطة الثانية كانت موضوع تطوير أو تعديل بعض الصيغ القائمة، فالرئيس اعتبر أن هناك بعض الصيغ والآليات يمكن غعادة النظر فيها من أجل صياغتها من جديد أو حتى التخلي عنها إذا كانت غير مناسبة في هذا الزمن. وبالطبع فإن النخب توجهت فورا باتجاه "الصيغ السياسية" دون غيرها.

خطاب القسم أصبح عمليا وثيقة لتبرير جملة التحركات التي نشطت على شكل "منتديات"، وهذا التعبير الذي يحتاج إلى إعادة تعريف من جديد، لكنه في نفس الوقت نقل الصورة الداخلية للنخب الثقافية على الأقل التي بدأت تتلمس ملامح التغيير وتحاول البحث عن موقع لها داخل هذه الخارطة. وإذا كانت حركة المنتديات بدأت بشكل هادئ لكنها سرعان ما استقطبت كل الوجوه السياسية التي غابت طويلا عن الحياة العامة، وانتقلت موضوعاتها ضمن قفزات سريعة من الحديث عن المجتمع المدني واحيائه إلى وضع المشاريع السياسية والرسم لأحزاب مستقبلية. وبغض النظر عن التقييم العام لهذه التحركات لكن التعبير العام عن تلك الفترة القصيرة هو السعي لإيجاد "صيغ" سياسية جديدة تستفيد من الواقع الجديد، وتستند بمجملها لخطاب القسم الذي تم الاعتماد عليه بشكل كامل.

حركة المنتديات تصاعدت بشكل متشعب، وكانت تحمل التجريب بكل معانيه، وعبر انتقالها السريع باتجاه تأسيس حياة سياسية و عدم إدراك ما تريده الحكومة التي كانت تبلور مشروعا اقتصاديا أكثر من سياسي. ودخلت هذه الحركة في مجال من "الإحراج السياسي" بعد أن كسرت الخطوط الحمر التقليدية، فقامت بتقييم الماضي بشكل سريع، وربما غاب عنها أمرين أساسيين:

  الأول أن المرحلة السياسية لا تحتمل التسرع في "المواجهة" أو "المعارضة"، أو حتى افتراض أن الوقت مناسب لتعزيز بعض المكاسب السياسية، فحجم المنتديات الذي ظهر خلال شهرين، وطبيعة اللقاءات والاجتماعات كان جديدا على الثقافة العامة. وإذا كان ما يسمى بيان 99 نقل الرغبات والجو العام الذي بدأت تشهده سورية، فإن المنتديات سارت في خطوة متقدمة أدت في النهاية إلى المواجهة التي يطلق عليها البعض "ربيع دمشق". واللافت أن أقطاب هذه المنتديات هم أنفسهم الذين شاركوا في إثارة الموضوعات الاقتصادية الأساسية منذ نهاية عام 1999 وبداية عام ألفين. وبمعنى آخر فإنهم انتقلوا بشكل سريع من الحديث في الإصلاح الاقتصادي إلى معالجة "التحول السياسي" مع الإشارة إلى دخول شخصيات ذات طابع سياسي تاريخي.

  الثاني أن المحيط الإقليمي بدأ يشكل ظرفه الذاتي الجديد مع اندلاع الانتفاضة الثانية في أيلول من عام 2000، فالسياسة السورية انتقلت نتيجة هذا الحدث وبشكل سريع نحو الواقع الإقليمي، لأن هذه الانتفاضة لم تكن تعني فقط ارتفاع حدة الصراع، أو انتشار التوتر في الأراضي الفلسطينية بل أيضا انتهاء مرحلة أوسلو أي وصول التسوية في المنطقة إلى النقطة الحرجة. وهذا الاهتمام السوري بالوضع الإقليمي كان يحتاج لهدوء في التعامل الداخلي لم يتناسب مع حجم التطور الذي وصلت إليه حركة المنتديات.

اتخذت القيادة السورية قرارا بإغلاق المنتديات، لكن هذا القرار لا يمكن اعتباره شكلا منفصلا عن باقي التبدلات التي ظهرت، فقمة القاهرة التي انعقدت في تشرين أول من عام 2000 أوضحت ان الخطاب السوري يشكك في المعطيات المطروحة اليوم حول الواقع الإقليمي، وعلى الأخص في مسألة التسوية، وكان واضحا أن الموقف السوري الذي تلخص بعناوين ثابتة أصبح خاضعا للنقاش المستمر، ويتم عرضه وفق مؤشرات بأن عملية السلام ليست متعثرة لكنها أيضا لا تعبر عن أي رغبة إسرائيلية في السلام.

من المهم هنا ملاحظة أن الإجراءات الرسمية التي تمت في بداية عام 2001 فيما سمي لا حقا بـ"ربيع دمشق" لا تبررها الظروف الخارجية، إنما يفسرها الشكل التبادلي ما بين تشتت خطاب المنتديات والوضع الإقليمي الحاد الذي أفرزته الانتفاضة، فالواضح أن عملية "الإحراج السياسي" كانت مستمرة في وقت كانت "المواجهات المبكرة" للقيادة السياسية السورية داخليا وإقليميا تدفعها لحسم الكثير من الأمور، وتكريس برنامج إصلاحها الاقتصادي كأولوية قبل كل شيء.

عمليا فإن هذه المرحلة شهدت أيضا "إعادة انتشار للقوات السورية في لبنان"، والبدء أيضا في تقنين العلاقة بين البلدين ضمن إطارها الرسمي، وذلك في وقت بدأت أيضا الخارطة السياسية في لبنان تحمل ملامح التحول مع انتهاء الاحتلال الإسرائيلي للجنوب باستثناء مزارع شبعا.

الرأي الآخر الذي ظهر في السنة الأولى لولاية الرئيس بشار الأسد بقي حتى اليوم، رغم غياب المشروع السياسي الذي رافق المنتديات وغياب الشكل الفيزيائي الذي رافق هذا الرأي، وبغض النظر عن أي موقف مما حدث لكنه بلا شك أتاح واقعا جديدا، فـ"المعارضة السورية" أصبحت كتلة واضحة المعالم تعلن عن نفسها، بينما زادت منظمات حقوق الإنسان السورية التي ترصد وتراقب ما يحدث، ولكن على الجانب الآخر فإن أحداث السنة الأولى ابتسرت التجربة بوجوه معارضة ربما لا تشكل الصورة الحقيقية لطبيعة الحراك، لأن بعضها لا يمثل سوى رأي سياسي في "مرحلة واحدة"، وبعضها الآخر كان جزء من المراحل السياسية السابقة ومن آلية الفساد التي سادت، والبقية هو وجوه معارضة تقليدية، حيث لم تقدم التجربة القصيرة أي ملامح لمعارضة بالمفهوم الذي يقدم رؤية أو يستطيع أن يتواصل مع المجتمع بمصالحه وليس بالشعار السياسي فقط.

أيلول .. والزمن الآخر

مع أحداث أيلول من عام 2001 انتهت صورة العالم القديمة، وانتهى معها أيضا "معادلة الشرق الأوسط" التي سادت الحرب الباردة. وهذا الحدث لن يمر على سورية بشكل عادي، لأن الإدارة الأمريكية قررت "الحسم" ووضعت مشاريعها بهذا الخصوص. وكانت سورية في تلك المرحلة تحاول إعادة صياغة علاقاتها الدولية، والأوروبية بشكل خاص، فالرئيس قام بجولة واسعة في العالم، سعيا لحشد الدعم من جديد للمشروع الاقتصادي بالدرجة الأولى، وكان يرافقه بشكل دائم وفد من رجال الأعمال.

هذا التكريس للمشروع الاقتصادي في سورية كانت تراه الحكومة ضروريا لوضع بنية أساسية لأي إصلاج آخر، وعلى الأخص الإصلاح السياسي، وبغض النظر عن مبرراتها في هذا الموضوع، لكنها أرادت فتح الاستثمار دون إحداث انقلاب، وهو ما يفسر المباحثات الطويلة بشأن الشراكة على سبيل المثال، فسورية كانت تحاول شرح هذا الموضوع الذي تعتبره جوهريا بالنسبة لها.

لكن أحداث أيلول دفعت الأحداث بشكل سريع جدا، فالانتفاضة دخلت في مأزق نتيجة هذا الواقع الجديد، وجاءت قمة بيروت مع المبادرة التي أطلقتها كمحاولة لإعادة المسار السياسي، لكن الزمن الذي تحول لم يمهل السياسة العربية كثيرا، فوصول أرئيل شارون لرئاسة الحكومة الإسرائيلية ثم حصار جنين قدم معطيات على أن الزمن تبدل ووتيرة العنف إلى تصاعد.

هذه الأحداث ستتسارع بشكل ملحوظ، وتعيد ترتيب الأجندة الأمريكية في المنطقة وصولا إلى احتلال العراق، والمهم في سرعة الحدث هنا:

أولا – منذ أحداث الحادي عشر من أيلول لم تعد الإدارة الأمريكية مهتمة بعلاقاتها في المنطقة، لأنها اعادت تصنيف العالم، وهي وإن لم تضع سورية في محور الشر بشكل مبكر، لكنها في النهاية اعتبرتها من "أكثر الدول التي تعرقل المشروع الأمريكي".

ثانيا – لم تعد سورية ضمن دائرة الجدل السياسي أو التقارير التي تطلقها الخارجية الأمريكية حول "الإرهاب" لأنها بالنسبة للإدارة الأمريكية أصبحت بعد احتلال العراق جزء من "المشكلة"، وظهر التصادم منذ مناقشات مجلس الأمن حول العراق ولم ينته حتى اليوم.

ثالثا – دخلت سورية بالنسبة للإدارة الأمريكية ضمن خارطة التغيير، فبيعد احتلال العراق تسارع الحدث اللبناني حتى خروج الجيش السوري، وأصبح الضغط على سورية عاملا لتغير واقعها السياسي وليس وسيلة سياسية لتحقيق مصالح أمريكية محددة.

بعد سقوط بغداد كانت الولايات المتحدة تملك نموذجا شرق أوسطيا تريد تعميمه، والمسألة هنا ليست "مؤامرة" بالمعنى الكلاسيكي، لكن "الشرق الأوسط الجديد" طرح بشكل واضح وكان الموضوع الديمقراطي في صلبه. وهو أيضا مؤشر على مجموعة من التبدلات التي بدأ التعامل معها. فالولايات المتحدة كانت تريد أكثر من تصفية حسابات مع المعارضين لاحتلال العراق، لأن قضيتها كانت إعادة توزيع الأدوار الإقليمية، فالمعادلة السورية – اللبنانية لم تعد بالنسبة لها واقعا على الأرض بل لا بد من التعامل من جديد مع الدولتين. وهذا الأمر لا يشير إلى "من قتل الحريري" بل يفسر ظهور النموذج اللبناني بعد اغتيال الرئيس الحريري على سياق الثورات في جورجيا وغيرها، وهو أيضا يفسر الملاحقة الأمريكية لسورية في كل المحافل الدولية، وهو أمر لم يحرج الدولة السورية بل أيضا "المعارضة"، فظهر شق خارجي لها لا يحمل وجها مشرقا، وانضم إليه وجه عريق في السياسة السورية مثل عبد الحليم خدام، بينما بدأت معالم الديمقراطية في العراق تنتقل نحو صراع مذهبي. كل هذا المفارقات أعادت الحسابات الداخلية للجميع، فالمسألة لم تعد "حكومة ومعارضة" بمعناها السياسي العادي، بل دخلت فيها كافة العوامل الخارجية، وتواكبت مع تطورات داخلية بدأت بانتحار وزير الداخلية السوري غازي كنعان، الذي كان مسؤولا عن الملف اللبناني لأكثر من عقد من السنوات، وانتهت بخروج خدام من صفوف السلطة إلى المعارضة؟!!!

عمليا فإن معظم التطورات السياسية الداخلية ظهرت بالتزامن مع التطورات الخارجية، وهذا الأمر مؤشر على القلق الذي ساد المجتمع، فسورية انتقلت من دولة مواجهة مع إسرائيل إلى دولة مواجهة مع "الجبهة الشرقية"، وهذا الأمر كان له ثمنه الباهظ، لأن الفوضى في العراق لم تفرز أكثر من مليون لاجئ عراقي في سورية، بل أصبحت سورية تواجه هذه الأمر سواء عبر عدد لا بأس به من الحوادث الأمنية، أو بالصراع السياسي مع الاستراتيجية الأمريكية بشكل مباشر.

المعادلة الجديدة

يمكن إحصاء جملة الأحداث التي تتابعت على سورية خلال السنوات السبع، أو حتى قراءة التطور والتعثر، لكن المسألة هي أكبر من السرد فما حدث لم يكن مجرد تحولات داخلية أو صراع خارجي، ففي الداخل هناك بنية بدأت بالتحول وتعثرت أحيانا لكنها تجربة لا بد من خوضها، وخارجيا كان هناك، وربما ما يزال، صراع على الخارطة الإقليمية وليس مجرد ضغط أو جذب تجاه سورية. لكن التحول الأكبر الذي شهدته سورية كان في حرب تموز، فإذا كان صحيحا أن تلك الحرب كانت على المستوى العسكري بين حزب الله وإسرائيل، ولكن على المستوى السياسي كانت نقطة انتقال في مسألة الشرق الأوسط الجديد، ويستطيع من يتابع السيناريوهات التي وضعتها مراكز الأبحاث أن يرى بوضوح أن هذه الحرب، ووفق الكثير من التقارير أيضا، كان من المفترض ان تنتقل إلى الساحة السياسية بشكل سريع لتبدل المشهد، لكنها انتهت حيث بدأت فاسحة المجال لبيئة جديدة ما تزال تتفاعل بشكل واضح.

المسألة اليوم في الاستفتاء الرئاسي مرتبطة بسورية وسط هذه البيئة الجديدة، فالامتحان الصعب على امتداد السنوات السبع الماضية ربما سيستمر لأن التحول الذي بدأ قبل سنوات مازال مستمرا سواء في الخطاب الرسمي أو حتى عند النشطاء السياسيين، وفي المقابل فإن نتائج الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة ماتزال ضمن الاحتمالات المفتوحة. فالقادم ربما يكون أصعب على صعيد رسم سورية في القرن الواحد والعشرين، أو تبلور المشروع الاقتصادي مستفيدا من التعثر أو التقدم السابقين، وحتى بالنسبة للمشروع السياسي فإنه يحتاج اليوم إلى النظر من جديد نحو الآفاق التي يمكن أن يدخلها لتطوير الحياة السياسية السورية.

مصادر
سورية الغد (دمشق)