أدعوك لترسمني من جديد، وتخلصني من التاريخ الذي يلتصق بي، فيعيدني عند كل حدث إلى "حماقة المراهقة"، وأركض لأبحث عن مساحة النقاش والحوار، والرد أو العبث لأنسى الواقع الذي يغلفني ... إنه حلم فقط كي أستطيع التمييز بين "الأنثى" والحزب" أو بين المتعة والسياسة، ففي سنواتي القليلة الماضية اختلطت الألوان أمامي، وأصبحت بيانات الأحزاب وكأنها شعر حديث يعيد كتابة الغزل بطريقته.

لم أكن أتوقع أن الخيار الاجتماعي سيمسح من حياتي الخصوصية، ويجعلنا مشاعا بين الناس، فأتمسك بأنوثتي وبحريتي داخل الحياة العامة، لكن الدقائق التي تسرع باتجاهنا في زمن الأزمة تنسيني الفارق بين وجهي والحدث الذي نشاهده، فأحاول استعادة بعض من الصور القديمة، عندما كنت، وربما ما أزال، أبحث في المستقبل، وأرسم صورتي وفق الأحلام التي عشقناها منذ تعرفنا على "مساحة العمل العام"... كان مجرد ذكر "القومي الاجتماعي" يطربني، فلماذا يمتقع وجهي اليوم عندما أشاهد البيانات المستعارة واللغة المصفوفة وكأنها صورة تلفزيونية مكررة... ولماذا يعود الاختلاط ما بين "الحزب" و "الأنثى" لحظة التفكير بأن هناك وهم بناء يصعد من عواصم العالم ليقتنص ذاكرة الفرح لدي.

ربما يهتم الإعلام بتمحيص ما يحدث... لكنني أحاول الدخول نحو الذاكرة التي يريد البعض استلابها أو تهشيمها، فبعض الأحزاب لا تحتمل استعارة اللغة ليس لأنها كونت لغتها، بل لأن شخصيتها دمغت بالبعد الجامع... وربما بالقدرة على البقاء في زمن الفرقة كلون يريد أن يسمح للجميع بدخوله.

لا فرق بين الحزب والأنثى فكلاهما قابل للاغتصاب... وهما أيضا قادران على الخروج من الإساءة سواء صدرت من باريس أو واشنطن... فهذا التقارب لا علاقة له بالموقف السياسي بل بطبيعة الأشياء وربما بالذاكرة التي تبقى مستمرة مهما ظهرت "حركات" أو تقلبت أوجاع الذي يبحثون عن اللون في الوطن... في عمق الوطن وليس في ظلال "الآخرين" أو بعيدا عن صورة المجتمع.