حذرت الاستخبارات الأميركية إدارة الرئيس جورج بوش قبل اجتياح العراق بشهرين من احتمال دخول تنظيم «القاعدة» إلى الأراضي العراقية ومن أن إحلال الديمقراطية في هذا البلد لن يكون سهلاً، كما توقعت تلك الأجهزة، حسب تقرير كشفت عنه لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الجمعة، محاولات إيران التدخل في صياغة مستقبل العراق عقب الإطاحة بنظام صدام حسين.

وأعلن التقرير أن أجهزة الاستخبارات أكدت في حينه أن المجتمع العراقي منقسم في العمق وسيغرق في صراعات داخلية دموية إذا لم تحل قوات الاحتلال دون ذلك. وأكد الأعضاء الديمقراطيون في اللجنة أنهم يجهلون ما إذا كان الرئيس بوش قد أحيط شخصيا بهذه المعلومات التي خلصت إليها أجهزة الاستخبارات.

وأشار الأعضاء: جاي روكفلر ورون وايدن وايفان باي وشيلدون وايتهاوس في تقريرهم إلى أن «احد التحذيرات الأكثر تنبؤا للاستخبارات قبل الحرب هو ذاك الذي اعتبر أن الاجتياح الأميركي سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في العراق الأمر الذي ستستغله إيران وإرهابيو القاعدة».

غير أن أعضاء اللجنة الجمهوريين احتجوا على تضمين التقرير مواقف سياسية غير موضوعية. وقال كل من: جون وارنر وكريستوفر بوند واورين هاتش وريتشارد بور: «نعتقد ان هذا التقرير يبالغ في دلالات المعلومات التي جمعتها أجهزة الاستخبارات قبل الحرب».

وقبل غزو العراق في مارس العام 2003 تكهنت الاستخبارات في يناير من العام نفسه بأن تنظيم القاعدة «سيحاول على الأرجح استغلال أي فترة انتقالية بعد الحرب في العراق ونقل الأساليب التي استخدمها في أفغانستان خلال العام المنصرم لشن عمليات بأسلوب الكر والفر ضد الجنود الأميركيين».

وفقا لتقرير لجنة مجلس الشيوخ. كما توصلت الاستخبارات إلى أن «بعض الإسلاميين المتشددين قد يستفيدون من الزيادة في التمويل والمساندة الشعبية وقد يحبذون شن هجمات إرهابية ضد القوات الأميركية في العراق». وأفادت وثائق الاستخبارات للعام 2003.

التي قال التقرير انه جرى توزيعها بشكل موسع في الإدارة الأميركية، بأن «بعض العناصر في الحكومة الإيرانية قد تقرر أيضا محاولة مواجهة الوجود الأميركي في العراق بعنف». وحذرت أيضا من أن هناك «فرصة كبيرة لأن تتورط جماعات محلية (في العراق) في صراع عنيف ضد بعضها بعضاً».

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)