إن الخلايا الإسلامية الإرهابية السنية التي ابتكرتها حركة المستقبل كانت مهمتها تغطية مشاريع مناهضة لحزب الله في نادي ويلش. وكان المخطط أن تلصق

إن الخلايا الإسلامية الإرهابية السنية التي ابتكرتها حركة المستقبل كانت مهمتها تغطية مشاريع مناهضة لحزب الله في نادي ويلش.

وكان المخطط أن تلصق أفعال هذه الخلايا ومن بينها فتح الإسلام بالقاعدة أو بسوريا أو بأي كان ماعدا النادي السابق ذكره.

ولقد ساعدني على الأغلب ارتدائي لتي-شيرت رثة ومهلهلة لمنظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة [UNCHER] والتي تبقت من أيام بنت جبيل والحرب بين إسرائيل وحزب الله(تموز الماضي) .

وكذلك الأمر , أتخيل, كنزتي التابعة للصليب الأحمر وكوفيتي ذات المربعات السود والبيض التي ألصقتها برقبتي, في الوقت الذي التحقت فيه بمجموعة من الناشطين الإنسانيين الفلسطينيين, واندسست داخل مخيم نهر البارد للاجئين محاولاً التواري قدر الإمكان...

وكانت مهمتنا تسهيل عملية توزيع الغذاء والفرش والأغطية في الوقت الذي كنت فيه فضولياً لأتعرف على الوضع السياسي.

من كان وراء هذه الأحداث التي ظهرت فجأة, بعد سرقة البنك المزعومة؟

هل سرق اللصوص الملثمون 150000 دولار أم 1500 دولار أم ...150 دولار؟

يبدو أن كل جهة إعلامية بيروتية لديها مصدر خاص " لمعلومات داخلية", بحسب مالكها والذي " يعرف" الجناة الحقيقيين الذين يلعبون وراء الستار...

ولكن يجب القول أنه حتى نحن الذين لا نعرف شيئاّ , فهمنا , كما كان ينصح المأسوف عليه الحريري , " أن في لبنان يجب عدم تصديق ما يقال لك, وتصديق نصف ما تراه بأم عينك!"

لقد انتزع أصدقائي مني قسماً غليظاً ألآ أعترف بجنسيتي الأمريكية وأن أدعي أنني كندي في حال تم إيقافنا من قبل أعضاء من القاعدة داخل المخيم.

وحدسي يقول انهم لم يخشوا على سلامتي بل على سلامتهم في حال أوقفوا معي؛ وهذه ليست المرة الأولى التي ألجأ فيها إلى الجيران في الشمال للنجاة من فخ الجنسية الأمريكية في الشرق الأوسط, وهكذا قررت التخلص من هويتي الأمريكية.

وكلما اقتربنا من المكان الذي تسيطر عليه فتح الإسلام, حذّرونا بأننا أصبحنا ضمن مجال القصف للجيش اللبناني الذي يحيط بالمخيم وبنفس الوقت في مرمى نيران القناصة التابعين لفتح الإسلام داخل المخيم, وأن أي حركة غير مدروسة ممكن أن تكون مميتة.

بعد ثلاث أيام من القصف وأكثر من مائة قتيل, ودون كهرباء أو ماء, تعفّن نهر البارد من الجثث المحروقة والمتحللة, البيوت المتكلسة التي مازال داخلها يتابع تحلله وتلفه ومن المجارير التي ثقبت والدخان الحاد الذي تسببه قذائف المورتر وقذائف العربات المنفجرة.

الأرقام التي تروجها الصحافة بخصوص عدد سكان المخيم والتي تتراوح بين 30000و32000 ليست دقيقة : يعيش في المخيم 45000 نسمة ! وبعكس بعض المعلومات , مازال من المستحيل إدخال ماء الشرب والإعاشة إليه.

بعض أجزاء المخيم دمّرت, بدرجات متفاوتة, بنسب بين 15 إلى 70%. هناك إطلاق نار من أسلح خفيفة, هذا الصباح وبعد الظهر . إطلاق نار ثقيل , من عشر إلى ثمان عشر قذيقة في الدقيقة, من الرابعة والنصف إلى العاشرة صباحاً, الثلاثاء الماضي.

لا يسمح الجيش اللبناني للهلال الأحمر الفلسطيني بإجلاء المدنيين لأنه لا يثق بالممرضين : فقط الصليب الأحمر اللبناني مصرح له بذلك. ومن المستحيل الولوج إلى البارد من الوراء ( من الناحية الشرقية).

الجيش يتلف أجهزة التصوير التي يكتشفها مع الصحافيين .

تسيطر الحكومة اللبنانية على المعلومات ولا تريد تسريب مقدار الخسائر المعروفة – حتى الآن...

هناك جثث تحت الأنقاض حتى الآن .

تم إجلاء 40% من من سكان المخيم. الآخرون لا يريدون الرحيل خوفاً من القنص و من فقدان منازلهم للمرة الخامسة _ وأحياناً أكثر بالنسبة لبعضهم.

لم يتبق عصير, وبطاريات المحمول بدأت تفرغ. بعض أرباب العائلات الذين تمكنوا من الهرب يطلبون من أفراد عائلاتهم البقاء , لعدم وجود فرشات كافية في مخيم البداوي.

واللاجؤون من البارد يتكومون بواقع 25 في كل صف من مدارس البداوي... وهناك 3000 في إحداها.

بدأت المساعدات تصل إلى البداوي من الأمم المتحدة, ولكن موظفيها لا يستطيعون توصيلها إلى البارد بسبب مهاجمة إحدى قوافلها يوم الثلاثاء الماضي.

قابلت عبد الرحمن الحلاب وهو صاحب محل الحلو الشهير في طرابلس, وساعدته على توزيع 500 وجبة غذائية للاجئين في البداوي. إنه لبناني وليس فلسطيني.

يقول سكان المخيم أن فتح الإسلام دخلت المخيم في أيلول- تشرين الأول 2006, وأن أعضاءها ليس لديهم أقارب في المخيم.

إنهم في الأصل سعوديون وباكستانيون وعراقيون وتونسيون ومن بلاد أخرى أيضاً. وعملياً ليس بينهم أي فلسطيني, ماعدا بعض المتطفلين. ومعظم الناس أجمعوا على القول بأنه يدفع لهم من شلة الحريري.

والإشاعات التي سرت بأنهم كانوا يساعدون الناس في المخيم كذبت فوراً. قالت لي إحدى النساء: " كان كل ما يفعلوه هو الصلاة, وبقية الوقت يتدربون على الأعمال العسكرية... إنهم أكثر تعصباً من الشيعة ، يجب القيام بذلك!" .

كان سكان مخيم البداوي 15000: هذا الصباح صار تعدادهم28000. وصلت أربع جثث اليوم صباحاً إلى مستشفى صفد, المستشفى الوحيد الذي يديره الهلال الأحمر الفلسطيني في شمال لبنان.

وقد قيل لي أن الجيش اللبناني سوف يضطر إلى هدم كل منازل مخيم البارد إذا أراد أن يقضي على الحركة.

سوف أقضي ليلتي في مخيم البارد مع الإنسانيين. البعض يقول أن أعضاء فتح الإسلام سوف يقاومون حتى النهاية والبعض الآخر يقول أن هناك مفاوضات يمكن أن تحدث.

سوف أحاول جهدي مع بعثة نورويجية. أنا لست متأكداً أن أحداً من الحكومة اللبنانية يهتم بالأمر.

فمنذ دقيقة واحدة دخل أحد من أعضاء فتح الإسلام إلى المكتب الطبي الذي أشغله في مستشفى صفد ؛ قال لي أنهم يرغبون بوقف دائم لإطلاق النار وأنهم لا يريدون ضحايا مقتولين أو مجروحين.

إنهم يدعون أنه لا مشكلة بينهم وبين الجيش اللبناني.

حسناً, فلنتكلم الآن عن قضية نهر البارد.

يقع نهر البارد على بعد 50 كم شمال طرابلس , قرب شاطئ البحر المتوسط ؛ يضم 32000 لاجئ معظمهم طردوا من منطقة بحيرة الحولة في فلسطين وتحديداً من مدينة صفد. مثل غيره من المخيمات الفلسطينية في لبنان, يشغل نهر البارد فلسطينيون طردوا من ديارهم ومن ممتلكاتهم الشخصية في الأعوام 1947-1948, لإفساح المجال أمام اليهود القادمين من أوروبا وأنحاء العالم, قبل 15 أيار 1948, تاريخ إعلان قيام دولة إسرائيل.

رسمياً, ومن بين الـ 16 مخيم التي بنيت لاستقبال 100000 لاجئ اجتازوا الحدود اللبنانية من فلسطين عبر النقب لم يتبق سوى 12.

مخيم تل الزعتر صفي عرقياً من قبل المسيحيين في بداية الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت من 1975 حتى 1990.

ومثل كل المخيمات الرسمية اللبنانية وغير الرسمية أيضاً , يعاني المخيم من مشاكل خطيرة : انعدام البنى التحتية, الاكتظاظ السكاني , الفقر والبطالة.

وأكثر من 25% من مجموع السكان يعيشون تحت خط الفقر ومسجلون في الأمم المتحدة كحالات " خاصة من التعاسة".

سكان المخيم مثل كل فلسطينيي لبنان يعاملون باحتقار وليسوا حتى مسجلون رسمياً وإحصائياً . مجردون من الحقوق المدنية ومحرومون من ممارسة 70 من المهن والتجارات المجزية ( من بينها ماكدونالد و ك ف سي, في مركز بيروت ), ولا يمكنهم تملك العقارات.

وليس للفلسطينيين في لبنان عملياً أي حقوق اجتماعية أو مدنية ولا يسمح لهم بالتعليم الحكومي إلا بحدود ضيقة. ولا يحق لهم الاستفادة من الخدمات الحكومية الاجتماعية.

وهكذا فهم يعيشون على إعانات الأونروا وهي المصدر الوحيد لإعاشة عائلاتهم.

إذن ليس من المدهش أن ينمو التعاطف والتلاحم بين المخيمات الاثني عشر الرسمية وكذلك السبعة العشوائية.

وهكذا تشكلت أسماء مثل فتح الإسلام وجند الشام وعصبة الأنصار التي تحولت إلى عصبة النور وأخرى لا نعرفها.

وبوجود التدخل الأمريكي في إيران وتورطه في أفغانستان ومن ثم تشجيع أمريكا لإسرائيل على الدمار في لبنان الصيف الماضي فالموقف يذكر بالأجواء السائدة في الثمانينات حيث بدأت تتشكل بعض المجموعات التي كانت تنوي مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بعد ان تيقنت أن إسرائيل تلقت الضوء الأخضر من واشنطن.

ولكن بدلاً من أن تكون هذه المجموعات من الشيعة المناصرين لحزب الله , هي اليوم بمعظمها من السنة المناهضين لحزب الله.

ولهذا السبب فلهم القدرة على تلقي المساعدات الأمريكية عن طريق ممولين سعوديين مرتبطين بإدارة بوش التي توصلت إلى نتيجة أن تمويل المجموعات السنية يضعف حزب الله.

ولقد أصبح هذا المشروع هوساً للبيت الأبيض بعد الإخفاق الإسرائيلي في تموز 2006.

ولفهم ما يحدث في نهر البارد , سوف أقدم لكم وصفاً لمؤسسة ويلش المدهشة والسرية.

هذا النادي يحمل اسم مخترعه دافيد ويلش أحد مستشاري كونداليزا رايس : إنه الرجل المفتاح في الإدارة االأمريكية ومديره إيليت أبرامز.

الأعضاء الرئيسيين في نادي ويلش ( النادي) هم :

 المحارب القديم في الحرب الأهلية اللبنانية, وليد جنبلاط أمين الحزب الاجتماعي التقدمي وزعيم الدروز.

 محارب قديم آخر من الحرب الأهلية , القائد الإرهابي سمير جعجع. أمين الحزب المتطرف وقائد القوات اللبنانية, المجموعة التي أدارت المجزرة التي نظمتها إسرائيل في مخيمي صبرا وشاتيلا ( مع أن منفذ المذبحة كان إيلي حبيقة اليد اليمنى لجعجع سابقاً , لم يشارك جعجع شخصياً في ذبح 1700 مدنياً , فلسطينيا ولبنانياً في أيلول 1982).

 الشيخ السعودي الملياردير ورئيس النادي سعد الحريري, قائد حركة المستقبل السنية .

منذ عام بدات حركة المستقبل تشكيل خلايا إرهابية إسلامية سنية ( الحزب التقدمي والقوات اللبنانية لديها ميليشياتها الخاصة, التي تشكلت خلال الحرب الأهلية, وبرغم أن اتفاق الطائف أجبر هذه المليشيات على تسليم أسلحتها , فإنها اليوم أعادت تسليحها وتبدو نافذة الصبر على استخدام السلاح؛ ولهذا السبب يفعلون ما بوسعهم لاستفزاز حزب الله...)

الخلايا الإرهابية الإسلامية السنية الجديدة مهمتها الافتراضية تأمين غطاء للمشاريع المضادة لحزب الله في نادي ويلش.

وكان المخطط أن تنفذ المجموعات عملياتها وتتهم فيها سوريا أو القاعدة أو أي أحد يختاره النادي!

ولتغذية هذه الخلايا بالرجال , أعادت حركة المستقبل استقطاب أفراد المجموعات المتطرفة التي انحلت في المخيمات الفلسطينية , والتي قضي عليها وهمشت أثناء الاحتلال السوري للبنان.

خصص لكل مقاتل مبلغ شهري من 700 دولار وهي صفقة لا بأس بها في ظروف لبنان الحالية...

أول ميليشيا لنادي ويلش أسست ونظمت من قبل حركة المستقبل كانت جند الشام : وقد أسست في مخيم عين الحلوة قرب صيدا, تحيط بها الأحياء التابعة لبهية الحريري أخت المرحوم وعمة سعد وهي نائبة في البرلمان اللبناني.

الثانية كانت فتح الإسلام ( وقد اختير الاسم بعناية : فهو يربط فتح , حيث يذكر بمنظمة التحرير, وإسلام , الذي يذكر بالقاعدة).

وقد وضعت حركة المستقبل هذه الخلية في نهر البارد شمال طرابلس لأسباب تتعلق بالتوازن الجغرافي.

منذ ثلاثة أيام فقط كانت فتح الإسلام تضم 400 مقاتل ينالون نصيبهم من المال كل شهر. اليوم هناك عدداً أكبر أو على الأقل متطوعين التحقوا بهم.

أما القادة فقد أسكنوا شققاً فخمة بإطلالة على البحر في طرابلس , وفيها خزنوا أسلحة وتموين عندما لم يتواجدوا في نهر البارد. احزروا الآن لمن هذه الشقق؟

بحسب أعضاء من فتح الإسلام وآخرون من جند الله , فهم تحت إدارة رئيس النادي . سعد الحريري.

إذن لماذا ساءت الأمور؟ لماذا سرقة البنك, وهذه المذبحة في نهر البارد؟

بحسب ناشطين في فتح الإسلام , فإن إدارة بوش بدأت تخاف بوجود أشخاص مثل سايمور هيرش الذي يحاول نبش القضايا و بينما ينهار النظام بشكل تدريجي تحت وقع الحرب العراقية.

وأكثر من ذلك علمت استخبارات حزب الله بنشاطات النادي, وكان حزب الله ينوي فضح أمر المجموعتين المفترض أنهما تخططان لحرب بين السنة والشيعة, هذه الحرب التي أقسم حزب الله على جعل قيامها مستحيلاً. وهكذا بدأت الأمور تأخذ منحى سيئاً الأسبوع الماضي.

جمدت حركة المستقبل الحساب البنكي التابع لمقاتلي فتح الإسلام والذي يديره بنك تابع لأسرة الحريري.

حاولت فتح الإسلام أن تحصل على " بدل تسريح " على الأقل لأعضائها, بلا جدوى, وأحس الأقراد أنهم تعرضوا للخيانة ( يجب أن نتذكر أن معظم المقاتلين مراهقون من السهل استفزازهم وأن رواتبهم تعيل عائلاتهم المعدمة).

فهدم أعضاء من الميليشيا منفذ البنك عبثا ً للأسف.

ولقد استفزوا أكثر عندما وصلتهم الأخبار عبر الإعلام أن حركة المستقبل صرحت عن سرقة أضخم بكثير من المبلغ الذي حصلوا عليه وأن النادي سوف يضغط على شركة التأمين ويحقق ربحاً كبيراً من العملية.

وقامت قوات الأمن الداخلي اللبنانية ( وهم منتقون خصيصاً لتنفيذ أوامر النادي وأوامر حركة المستقبل) بمداهمة شقق فتح الإسلام في مدينة طرابلس. ولقد اضطر رجالها إلى الاستعانة بالجيش اللبناني لإتمام عملياتهم.

في الساعة التي تلت ذلك , كان رجال فتح الإسلام ينتقمون بمهاجمة مواقع الجيش اللبناني, والمحارس وفيها جنود مجردون من السلاح, مقترفين جرائم قتل وقاطعي رأس أربعة من الجنود.

إذا كانت فتح الإسلام حتى الساعة لم تهاجم قوات الأمن الداخلي في طرابلس, فهذا لأن أعضاءها من أنصار الحريري ولأن معظم رجالها يعتبرون أصدقاءهم والأهم أنها تأمل دائماً أن يتم تمويلها من قبل الحريري.

وهكذا تمت مهاجمة الجيش اللبناني.

واجتمع السنيورة مع أعضاء مكتبه وطلب من الجيش اللبناني اقتحام مخيمات اللاجئين وإنهاء حركة فتح الإسلام بصمت ( بطريقة أو بأخرى) .

وبما أن الدخول إلى المخيمات ممنوع على الجيش ضمن اتفاقية معقودة مع جامعة الدول العربية عام 1969, فإن الجيش رفض بعد أن أحس أن المطلوب منه تجاه النادي بدأ يثقل عليه.

والجيش يعرف مسبقاً أنه إذا دخل بالقوة إلى أحد المخيمات سوف يفتح على نفسه جبهة في المخيمات اللبنانية كلها في نفس الوقت.

والجيش مستفز من قبل قوات الأمن الداخلية للنادي التي لا تنسق معه, وهذا ما ينص عليه القانون اللبناني, ولم تطلعه حتى على عملية غسيل الثياب المتسخة التي تمت ضمن العائلة والتي نفذتها قوات الأمن الداخلي ضد مخزونات فتح الإسلام في طرابلس.

اليوم هناك عدم انسجام بين الجيش ونادي ويلش. البعض لا يتردد في الحديث عن "انقلاب عسكري".

النادي يريد إدارة البرلمان, إنه مستعد لكل شيء مقابل ألا يخسر لبنان. إنه يحتفظ بـ70 كرسياً في البرلمان , بينما تحتفظ المعارضة ب 58 . ولديه رئيس الوزارة في شخصية فؤاد السنيورة.

ولقد حاول قيادة رئاسة الجمهورية وعندما فشل , عمل على تهميشها.

في العام الماضي حاول السيطرة على اللجنة التشريعية للبرلمان, وهي اللجنة التي تملي سياسة الحكومة, القوانين, وتراقب عملها. وعندما فشل في ذلك أيضاً, ألغاها بكل بساطة. هذه اللجنة –المفتاح لا وجود لها الآن في الحكومة اللبنانية.

والغلطة التي ارتكبها نادي ويلش أنه حاول التأثير على الجيش اللبناني ليعمل على تجريد المقاومة المتمثلة في حزب الله من سلاحها. وعندما رفض الجيش بشكل حاسم, استشار النادي إدارة بوش لتدفع إسرائيل إلى المبالغة في ردها على عملية اختطاف الجنديين الإسرائيليين من قبل حزب الله , وكسر القواعد التي تتبعها تاريخياً في الرد على هذه العمليات وتدمير حزب الله نهائياً خلال حرب تموز 2006. اليوم, يجد النادي في الجيش مشكلة حقيقية. تحاول إدارة بوش أن تزعزع وتهمش الجيش لتتخلص من أحد العائقين اللذين يقفا في طريق تنفيذ الأجندة الإسرائيلية في لبنان. إذا ضعف الجيش , فلن يتمكن من حماية 70% من المسيحيين اللبنانيين الذين يناصرون حركة الوطنيين الأحرار بقيادة الجنرال عون. هذه الحركة مشكلة رئيسياً من مدنيين مسيحيين لبنانيين غير مسلحين ينتمون إلى الطبقة المتوسطة ويستفيدون من حماية الجيش اللبناني, الذي يسهم في ظهورهم على الساحة السياسية. أما النوع الآخر من المسيحيين الذين يعيشون قي لبنان, فهم أقلية بنسبة 15% من المسيحيين, المرتبطين بالقوات اللبنانية لجعجع, وليسوا أكثر من ميليشيا.

إذا تمكن النادي من إضعاف الجيش أكثر من وضعه الحالي, ستصبح هذه الأقلية القوة الفاعلة الوحيدة على الساحة المسيحية, وستصبح بالحقيقة هي جيش النادي المنوه إليه.

وهناك سبب آخر يدعو النادي لإضعاف الجيش, وهي أن الجيش اللبناني وطني ويشكل صمام الأمان الذي يسمح للبنان بضمان حق العودة للفلسطينيين إلى فلسطين, وضمان أن تبقى ثقافة المقاومة تحت إدارة حزب الله , والذي يحتفظ معه بعلاقات ممتازة. من ناحيته , يريد نادي ويلش الاحتفاظ ببعض الفلسطينيين في لبنان للحصول على عمالة بأسعار منخفضة , وتوريد معظم الآخرين إلى البلاد التي تريدهم ( والذين سوف يدفع لهم بسخاء عن طريق قنوات أمريكية) والسماح في الحد الأقصى لآلاف منهم بالعودة إلى فلسطين وإقفال ملف " حق العودة نهائياً", موقعين مع إسرائيل اتفاقية سلام على غرار اتفاق 17 أيار 1983, والذي تمول بفضله إسرائيل أعضاء النادي مقابل الاستفادة من المصادر المائية اللبنانية بحدها الأقصى وجزءاً من لبنان.

بالمختصر : يجب إسكات فتح الإسلام مهما كلف الأمر. ما عندهم للتصريح به إذا تمكنوا من لفظه يشكل سماً قاتلاً للنادي وأعضائه. سوف نشهد خلال الأيام القادمة تدميراً لا مثيل له للحركة . وحزب الله يراقب ذلك ويدعم الجيش.