الخطوط الحمراء التي رسمها الأمين العام لحزب الله للجيش والحكومة وفريق الأكثرية في لبنان، هي تعبير واضح عن قلق لبنان المقاوم من المحاولات الجارية لتوريط الجيش اللبناني في أتون «حرب مخيمات» جديدة، إرضاء للأميركي والخارج، وهي في ذات الوقت، بمثابة اختراق للوضع اللبناني الهش والذي يقوده نفر من السياسيين غير المدركين لأبعاد المؤامرة التي تحاك ضد وطنهم لبنان!

وإذا كان هناك من ينظر إلى دعوة أو مطالبة السيد نصر الله بتشكيل حكومة إنقاذ أو اتحاد وطني، على أنها بمثابة تجاوز للاشتراطات التي تضعها المعارضة، باعتبار أن الأمين العام لحزب الله، أكد على أهمية تشكيل حكومة كهذه بصرف النظر عن نسبة التمثيل والمشاركة، فإن هذا التفسير لابد أنه ينطوي على مغالطات، لأن المقصود هو القيام بالخطوة الأولى والأساسية على طريق اختراق الوضع اللبناني المأزوم، والقابل للانفجار الشامل في أي لحظة، وليس مجرد تسجيل نقاط سياسية لصالح هذا الفريق أو ذاك.

وقد كان الأمين العام لحزب الله دقيقا جدا في توصيفه للوضع اللبناني ولمعالم الحياة السياسية في لبنان، بتأكيده أن الأمر قائم على الكذب والنفاق والمساومة وعقد الصفقات، وهي كلها صفات، تتناقض جذريا مع لبنان المقاوم، فإذا أردت أن تكون سياسيا ناجحا على الساحة اللبنانية، فعليك أن تكون كاذبا ومنافقا، وعلى استعداد للتنازل عن كل شيء، وبيع المواقف مثلما تُباع «الوجبات السريعة» في مطاعم العم سام.

ومثل هذه الحالة لا تنسجم البتة مع المنطق الآخر، الذي يعطي الأولوية للمصالح الوطنية والاعتبارات القومية، ويبدو أن لبنان مقبل على أحداث خطيرة.

مصادر
الوطن (قطر)