سؤال رحمة فقط.. وهو موجه إلى داريل عيسى حصرا، لكنه في نفس الوقت يمكن تركه على قارعة الطريق، لأن آراء داريل عيسى الخاصة لم تعد تشكل أي فارقا داخل حزبه (الجمهوري" ولا في كتلته النيابية، طالما أن الإدارة الأمريكية لا تعرف سوى لعبة "كسر العظم" في أي عمل "سياسي.
ولأننا محاصرون بالمواقف من السياسة الداخلية، إلى خارجية السياسة التي تحاول فك الارتباط من واقع لا نعرف كيف يحاصرنا، بينما يظهر "زعماء سياسة" قادرون على التحلي بقدر كبير من "الطيش" الذي يدفعهم إلى رسم رواية كاملة، وربما سمع داريل عيسى بعضا من هذه الروايات، وهي بمجملها واقعية وحقيقية لكنها أيضا تحمل "حبكة" الرواية التي تشدنا لمتابعتها، وتدفع "درايل عيسى" إلى تكوين رأي
فهل سمع "النائب الجمهوري نفس الرواية عند زياراته المتكررة إلى دمشق؟! لا نعرف بالضبط لأن مقالته في الواشنطن بوست رسمت خطين للتعامل مع سورية، وهي بداية دون نهاية ترسم فقط بعضا من التعابير التي يمكن أن يعرفها أي شخص متابع للخطاب الأمريكي، فماذا يعني "الأصلاح" أو حكومة كريهة"، وماذا يعني أني يبقى الحوار الرسمي مع الحكومة السورية مع إيمان "عيسى" بعدم مصادقيتها... وماذا يعني الحديث عن "معارض" وشخصيات تريد "محاربة الفساد"... وكأن الواقع السوري يشهد مستقبلا من آراء الأفراد وتجاربهم.
الصورة التي ينقلها داريل عيسى لا تفترق كثيرا عن الملامح للحالة الافتراضية التي داهمتنا بشكل مكثف خلال شهرين، هذه الحالة الافتراضية قدرت واقع الانتخابات التشريعية عن بعد، ورغم عدم وجود لجان خاصة لها، معلنة على الأقل، لكنها استطاعت الوصول إلى نسبة معينة فرضتها على وسائل الإعلام... عمليا فإن مسألة "زعامة البيانات" لا تبرر أي حالة سياسية أخرى يرى البعض ضرورة الحديث عنها... لكننا نحتاج بالفعل إلى صورة جديدة لا تتطرح النتائج السياسية وفق افتراضات، وإلى مؤسسات أهلية قادرة على تقييم الواقع السياسي بدلا من اعتماد "المنبالغات مهما كان مصدرها.
أما تنتقل هذه الحالة إلى تقيمات يعتمدها الساسة الأمريكيين فإن هذا الأمر ربما يطرح الكثير من إشارات التعجب.. فهل الحكومة الأمريكية بحاجة بالفعل إلى آراء شخصية؟! وهل كل أجهزتها الاستخباراتية غير قادرة على تقديم صورة أكثر دقة ووضوحا من "زيارات" داريل عيسى المتكررة حسب تعبيره؟!!
أسئلة فقط ... لأننا نملك الدهشة والسؤال لكننا لا نملك إجابات.
عن المساحات التي نريدها لنعبر نحو الغد، بعد أن أصبحت المواقف هي المعبر الوحيد عنا، وانتهت القدرة على التفكير الجديد أو كتابة المستقبل بالعقل ... بالعقل وحده

مصادر
سورية الغد (دمشق)