ألمح الجيش اللبناني أمس إلى أنه ماض إلى "نهاية سريعة" لمجموعة "فتح الإسلام" التي تتحصن في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، والتي طالبها مجددا بالاستسلام، وهو ما شدد عليه رئيس الحكومة اللبنانية باعتباره خيارا وحيدا أمامهم. وفي المعارك الضارية معهم التي استمرت طوال نهار أمس، استخدم الجيش لأول مرة مروحيات عسكرية، وحقق تقدما في محاور عند مداخل المخيم واحكم سيطرته على مواقع ل”فتح الاسلام”، وواصل القصف على مواقع أخرى بالمدفعية الثقيلة، حيث شوهدت سحب دخان فوق المخيم وعدة حرائق، وتهدمت مبان عالية في المخيم كان يستخدمها عناصر “فتح الإسلام” في استهدافهم الجيش وعمليات القنص التي يقومون بها، وأفيد أن هؤلاء مع تراجعهم إلى أزقة داخلية في المخيم قاموا بتفخيخ جثث قتلاهم وتفخيخ حيوانات، وهو ما التقى مع إعلان الناطق باسمهم أنهم سيقاتلون حتى آخر نقطة دم.

وفيما أعلن عن سقوط أربعة جدد من جنوده في معارك أمس، شدد الجيش اللبناني في بيان وجهه أمس إلى المدنيين في مخيم نهر البارد أنه يتطلع إلى “نهاية سريعة” للحالة الشاذة التي تتمثل بوجود عناصر “فتح الإسلام”، ودعا هؤلاء إلى “إلقاء السلاح وتسليم أنفسهم إلى الجيش الذي سوف يسعى جاهدا كي ينالوا محاكمة عادلة أمام القضاء”. وهو ما شدد عليه رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في مقابلة مع فضائية “العربية” قال فيها أن أمام من سماها العصابة الإرهابية خيارا واحدا هو الاستسلام للعدالة وتسليم أسلحتها.

وكان المتحدث باسم “فتح الإسلام” أبو سليم طه قال إن عناصر تنظيمه لن يستسلموا تحت أي ظرف، وسيقاتلون حتى آخر قطرة دم.

ونعى الجيش أربعة جنود جدد من عناصره قضوا في معارك أمس التي اتصفت بحدة عالية غير مسبوقة منذ اشتعال المواجهات قبل أسبوعين، وذكرت مصادر عسكرية لبنانية ان الجيش يقترب من الحسم العسكري في المخيم، وانه استخدم المدفعية الثقيلة والقذائف في القصف المركز الذي قام به باتجاه مواقع في داخل مخيم نهر البارد، ووسط دوي انفجارات متواصلة ورصاص أسلحة آلية، وخصوصا في الجزء الجنوبي من المخيم تصاعدت النيران وسحب الدخان الأسود والأبيض من مبان كثيرة انهارت في داخل المخيم. وفي الأثناء شوهدت مروحيات عسكرية من طراز “غازيل” تابعة للجيش تحلق فوق المخيم، وأطلقت واحدة بحسب شاهد عيان صاروخين على الأقل على هدف في داخل المخيم، وهو ما لم يؤكده أو ينفيه الجيش.

وفيما قالت مصادر عسكرية أن الجيش اللبناني يتبع خطة لاستدراج المسلحين في “فتح الإسلام” وعزلهم عن المدنيين، قال شهود عيان أن جثثا لعناصر من التنظيم المذكور موجودة في الشوارع، ولكن تم تفخيخها، كما فخخت حيوانات أليفة مثل الأبقار والأغنام. وذكر مسؤول حركة فتح في المخيم ان ثمانية من مسلحي “فتح الاسلام” لقوا مصرعهم، ونفى وقوع ضحايا بين المدنيين.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)