قرار مجلس الأمن الدولي باقامة المحكمة الدولية - التي يفترض أن تدين بشار الأسد وأقرباء من عائلته كمسؤولين عن مقتل رئيس حكومة لبنان رفيق الحريري - جعلت النظام السوري يُذعر ، وقد يأتي هذا التطور على حساب اسرائيل لان الأسد أسرع في التخطيط لحرب على اسرائيل في اطار المعركة على بقائه.
يصعب الشك في أن السوريين ماضون الى حرب ، لانهم يُقدرون أن اسرائيل فقدت "غريزة القتل" التي كانت لها ، وأنها تخاف المواجهات ، وتابع السوريون غريزة الانتحار التي ظهرت عندنا بعد الحرب ، وهم يرون النقد العام ، وصحافتنا ولجان التحقيق ذخرهم الاستراتيجي.

وأدركوا كنتيجة ملازمة للمعركة الأخيرة أنه لا حاجة الى جيش بري كبير ، بل الى صواريخ تضرب التجمعات السكنية الاسرائيلية ، ومنذ سنتين والسوريون ماضون في شراء الاسلحة من روسيا ، في الماضي كان السوريون مدينون بحوالي 11 مليار دولار للروس ، الذين اسقطوا لهم جزءا من الدين عام 2005 وغطى الايرانيون ما تبقى.

قبل كل شيء بدأت سوريا تتزود بصواريخ متقدمة مضادة للطائرات ، لتشل سلاحنا الجوي ، وبصواريخ مضادة للدبابات ، لانه ثبت في الحرب الأخيرة أن مدرعاتنا ليست مستعدة لها ، وبصواريخ بحرية مضادة للسفن. لقد نشرت الصحيفة اليومية السعودية الموثوقة "الشرق الاوسط" أن السوريين استكملوا نشر صواريخ البحر الصينية التي اشتروها من ايران ، من نوع سي - 802 ، وانهم استُكملوا ايضا نشر المضادات لسلاح الجو. وقد عبرت روسيا عن استعدادها بيع أكثر صواريخها تقدما للسوريين ، من نوع اسكندر ، ذات مدى يبلغ 280 كيلومترا - وهو مدى كافْ لاصابة أهداف في اسرائيل كلها - في حين أن في رأس كل صاروخ جهاز توجيه بصري وجي.بي.إس ، يوجهان الصاروخ الى الهدف.
لقد حدث تطور مقلق في الآونة الأخيرة: فقد نشرت "الشرق الاوسط" أن الجيش السوري بدأ منذ شهر أيار سلسلة تدريبات عسكرية واسعة ، كما اكد سفير اسرائيل في واشنطن ايضا ، سالي مريدور ، رسميا على أن سوريا عززت في الشهر الأخير وجود قواتها على الحدود مع اسرائيل ، وقال "منذ حرب يوم الغفران لم يكن لسوريا قوات بهذا الحجم على الحدود".

فماذا تستطيع اسرائيل أن تفعل حيال التطورات المقلقة هذه؟ نظرا لأن الجيش الاسرائيلي فقد قدرة الردع ، فانه ينبغي بناؤها من جديد ، وعلى اسرائيل أن تُبين أنه اذا بدأت سوريا حربا مفاجئة فذلك يعني انها قد تكون نهاية حكم الأسد ، ويجب أن تكون الاجراءات منسقة مع الولايات المتحدة ، لكي يوضع على الطاولة امكان اقتران القوات الاميركية بالاسرائيلية ، فكما تذكرون توجد وحدات اميركية كبيرة قائمة على حدود سوريا والعراق.
والى ذلك يجب استغلال العلاقات الجيدة بين اسرائيل والجيش التركي لكي يدرك الأسد أنه سيكون عليه في حالة حدوث هجوم مفاجىء أن يحشد قوات على حدود تركيا ايضا.
وفي النهاية يجب أن نُبين للعالم أن بشار يخدع بهذا اسرائيل والعالم فهو يتحدث عن مفاوضات سياسية لكن الأدلة تشهد بأنه يُعد للحرب.

مصادر
يديعوت أحرنوت (الدولة العبرية)