أصبح التلويح بـ"أحزاب دينية" موضوعا يتجاوز أشكال الواقع السياسي الذي يمكن أن يحلم به أصحاب الحداثة ... فمسألة الأحزاب الدينية هي موضة العصر وكانها النقيض لحالات الفشل المتكررة لمشاريع الحداثة.

في فرنسا لم يكن هناك من حذر عندما منعت الرموز الدينية من المدارس، لكن مسألة الأحزاب الدينية هي أزمة التفكير لمجموعة تكبر داخل النخب السياسية في الشرق الأوسط .. ولم يعد اليوم من خوف في ظهور أشكال من التحالفات بين مختلف التيارات بما فيها أنصار الأحزاب الدينية .. وربما كانت حركة "كفاية" مثالا لهذا الموضوع ... لكن هل مثل هذه التحالفات تشكل رؤية جديدة، أم انها ارتكاس أمام حالة ثقافية عجزت التيارات الحداثية عن مقاومتها؟

أسئلة التحالفات السياسية اليوم هي أسئلة ثقافية .. مستقبلية .. أكثر منها حالات طارئة فرضتها الظروف المحلية لكل دولة، فإذا كانت الدول الشرق أوسطية تعيش أزمة وسط ضغط دولي، فإن الزمن المثالي لفتح مثل هذه الأسئلة هو اليوم، قبل أن تصبح التحالفات ما بين التراث والحداثة امرا واقعا، ويصبح التجديد حالة من التاريخ.

الحالة "الافتراضية" اليوم تحاول تصوير ان الديمقراطية هي شان يعلو على الأسئلة الثقافية الأساسية، في حين أن الديمقراطية لم تظهر في دول العالم إلا بعد حسم موضوع الحداثة .....

مصادر
سورية الغد (دمشق)