هل مازال الأدب لاعباً محورياً في تشكيل وعي الناس، أم أن الصورة المتلفزة وما يلحقها من صحافة مكتوبة وإلكترونية قد احتلت الحيز المهم في تشكيل هذا الوعي.. خاصة وأن الواقع أصبح ينقل لحظة وقوع الحدث؟

هذا السؤال كان نقطة انطلاق لحواري مع ثلاثة كتاب من أمريكا زاروا دمشق الأسبوع الماضي برحلة أشرفت عليها مجلة جسور الثقافية التي تصدر في الولايات المتحدة الأمريكية.. بغية التعرف على طبيعة الحياة في المخيمات الفلسطينية في الوطن العربي، ومن ثم كتابة نص/ نصوص أدبية تسعى إلى تأسيس علاقة نفسية وإنسانية وحتى سياسية بين القارئ/ المواطن الأمريكي وبين شعب اقتلع من وطنه وشرد بحجة إقامة وطن قومي لشعب آخر.. اليهود.

وعلى أهمية الأدب في تأسيس علاقة استراتيجية بين شعوب العالم، لكن هل على الأدب أن يغفل الصورة الراهنة: صورة مشهد القتل اليومي للناس في فلسطين أوفي العراق، هذا المشهد الذي حمل تبريراً واحداً، سواء من قبل الصهاينة سابقاً ولاحقاً، أو من قبل إدارة المحافظين الجدد أيضاً سابقاً ولاحقاً: (إننا شعب لا يعرف كيف يعيش، أو ربما نحن شعب لا يستحق أن يعيش)!!

بالتأكيد وجهة نظر الكتاب الأمريكيين تحمل أهمية كبيرة من الناحية الاستراتيجية، فهم الذين قد بدؤوا الآن بكتابة تاريخ آخر وإن كان حامله أدبياً صرفاً، إلا أنهم ليسوا وحدهم من بدأ يفتش عن الحقيقة.. تلك التي طالما كان الأدب حاملاً لها عبر العصور.

قلت وأنا أريد أن أضيف كلاماً (أدبياً) أيضاً: في فلسطين قرر الصهاينة أن الفلسطينيين لا يستحقون العيش على هذه الأرض فقاموا بتشريدهم، وفي العراق قرر جورج بوش أن العراقيين لايعرفون كيف يعيشون فقرر إبادتهم ليعلمهم الحياة!!.. تشابه غريب في الغاية وفي كيفية تنفيذها.. أليس كذلك؟!