تعتزم الحكومة العراقية وضع اسس لمشروع عفو عام يسبق عملية المصالحة الوطنية، وندد رجال دين خلال مؤتمر تحضيري لتشكيل اتحاد علماء المسلمين في بغداد امس (الاثنين) ب”التكفيريين والمتطرفين” وطالبوا بوقف “استيراد النماذج السيئة” ورحيل الاحتلال ووقف العنف الطائفي، واعتبر العلماء وفي مقدمتهم رئيسا الوقفين السني والشيعي أن “وحدة علماء المسلمين رمز لوحدة شعب العراق”، وقلل جنرالات أمريكيون من أهمية تقرير عسكري كشف عن فقرات منه اكدت ان زيادة القوات في بغداد لم تحقق الهدف منها، وأقر الجنرالات بأن القوات الأمريكية ستواجه صيفاً ساخناً في العراق، وأعلنت مجموعة إسلامية بقيادة القاعدة انها قتلت ثلاثة جنود أمريكيين خطفوا في المحمودية الشهر الماضي، فيما قتل 15 عراقيا وجرح 39 آخرون في هجمات متفرقة غالبيتها في بغداد، حيث عثر على 30 جثة وخمسة في الموصل.

وقال النائب حسن السنيد عضو البرلمان العراقي عن كتلة الائتلاف الموحد الحاكم إن “العفو العام الذي من المؤمل ان تصدره الحكومة العراقية هو جزء من برنامجها، ويأتي في إطار خطة المصالحة الوطنية، بالطريقة التي تضمن عدم عودة المجرمين، لارتكاب جرائم مجدداً”، لافتا إلى ان العفو المنتظر لن يشمل من وصفهم ب “الذين ينوون العودة لارتكاب جرائم ضد المدنيين”. وأضاف أن “الحكومة العراقية تتبنى استراتيجية سياسية جديدة تتضمن تشكيل صف وطني جديد من المؤمنين بالعملية السياسية وإجراء عملية مصالحة وطنية حقيقية واجراء حوارات مع الجماعات المسلحة التي تنوي الدخول إلى العملية السياسية”. وأوضح أن هذه “الاستراتيجية تتضمن أيضا إجراء تغيير وزاري يشمل الوزارات الخدمية التي لها تماس مباشر مع المواطنين وتعديل وتفعيل خطة أمن بغداد، واقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الاقليمية من اجل حثها على الايفاء بالتزاماتها تجاه العراق، ومنها دعم العملية السياسية الجارية فيه وتعزيز منظومة الامن القومي وضبط حدودها مع العراق”.

وأصدر 40 عالم دين من أهل السنة والجماعة وآل البيت الذين شاركوا في المؤتمر التأسيسي لعلماء الإسلام بياناً دعا “الشعب العراقي وخصوصا أبناء العشائر إلى نبذ الفرقة والتعصب والاحقاد والعنف لإفشال المخططات الشيطانية والتكاتف والتعاون وان يكونوا صفا واحدا بوجه المتطرفين الذين يحاولون تدمير العراق”. ودان البيان “الأعمال الإجرامية والدموية الظالمة التي يتعرض لها الأبرياء” وطالب ب”مكافحة الفساد والوقوف بوجه الجماعات الخارجة عن القانون والعمل على إعادة الأمن للجميع وطالب قوات لاحتلال بإطلاق السجناء الذين لم تثبت ادانتهم”. ودعا “جميع الكتل السياسية والقوى والاحزاب الوطنية إلى الإسراع بحل خلافاتها السياسية وتسوية جميع الاشكاليات والسعي الجاد لإنهاء الاحتلال وخروجه من العراق بأسرع وقت، وسد الثغرات أمام المغرضين لمنع استنزاف القوى المادية والبشرية ودرء المخاطر المحدقة بالعراق واهله”. وأكد البيان أن “الصمت أو الاعتزال من شأنه أن يجعل الأمة بيد الجهلاء والمتصيدين في الماء العكر، فالشعب بكل شرائحه واحد أمام الشرع والقانون والعراق قاعدة صلبة للتعاون والتسامح والتنوع والتعدد وجميع مكوناته الدينية والسياسية ترفض الدكتاتورية والتطرف الطائفي وتنبذ العنف والإرهاب الدموي”. وشدد على ان الاتحاد كيان ديني إسلامي ووطني مستقل ووجوده ضرورة ملحة تفرضها المسؤولية الشرعية والواجب الوطني.

واعتبر السفير الأمريكي في بغداد ريان كروكر أنه من المبكر الحديث عن نصر أو هزيمة للقوات الأمريكية في العراق، وأضاف أنه “يجب أن يتم منحنا وقتاً من أجل أن تحدث خطة إغراق القوات (أمن بغداد) فرقاً في الشوارع. ومن ثم المزيد من الوقت لتطوير العملية السياسية”. واعتبر أنه من السابق لأوانه الحديث عن النصر أو الهزيمة وذلك رداً على ما قاله الجنرال المتقاعد ريكاردو سانشيز من أن الحل الأفضل الآن يكمن في تجنب الهزيمة في العراق.

وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكي في العراق اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر “ان الجيش كان طوال الوقت يقول اننا نسير نحو المرحلة الصعبة”، وأشار إلى أن القوات الأمريكية تتجه نحو قتال صعب خلال الصيف الحالي في العراق، واعتبر ان المرحلة الحاسمة بدأت للتو.وقال المتحدث باسم القوات الأمريكية في بغداد اللفتنانت كولونيل سكوت بلايشويل انه لا يتوقع احد ان تسيطر القوات الأمريكية بالكامل على أحياء بغداد ال ،457 وذلك رداً على تقرير عسكري أعد الشهر الماضي أكد ان التعزيزات في بغداد لم توت أكلها لأن هذه القوات لا تكفي الا للسيطرة على ثلث أحياء بغداد.

في الاثناء أعلنت “دولة العراق الإسلامية” في شريط فيديو بث على الانترنت امس انها قتلت ثلاثة جنود أمريكيين خطفتهم الشهر الماضي في العراق. وقال الشريط إن الجماعة “قررت حسم المسألة وأعلنت نبأ مقتلهم لتكون النتيجة مرة على الأعداء”. وظهرت في الشريط صورة بطاقتي الجنديين الأمريكيين بايرون فوتي والكس جيمينيز، اللذين خطفا مع الثالث جوزف انزاك الذي عثر على جثته لاحقا في الفرات.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)