من كان يعتقد بأن "استباحتي" جاءت مع صرخة "فلينزع الحجاب" فإنه يهرب من المتاهات التي يخلفها "حزيران". فأنا كاسم أنثى لم أبصر النور في "نكبة" الجيوش أو الثقافات، ولم أشهد ارتداد الضوء في عتمة "ليالي" القنابل ... لكن "الاستباحة" هي ألوان حزيران التي يريدها البعض نوعا واحدا من الحياة ... أو لونا رماديا يطوف على الأذهان ليقرع ناقوس الذكور بعد "نكبة" شردتني في مساحات من الفوضى.

كان حزيران بطيف الربيع، لكننا نريده "صوتا" واحدا في مساحات الهزيمة، وعندما زارنا بعد أقل من عقدين شرعنا المساحات الفارغة وأطلقنا عليها رمادية الحياة، ليظهر الفساد في الأرض، فحاربنا من أفغانستان إلى لبنان ونحن نحلم بأن "ناقصات العقل والدين" سيتم حجرهن لتصبح الهزيمة معرفة جديدة ... لكنني لم أكتشف أن "نزع الحجاب" هو قضية ألوان لا تميز الشعر بل حتى شكل العيون التي تلاحقني، أو تلاحق الذكور الذين قرروا مسح الخطوط السوداء داخل مجتمع استفاق من ضيق أحيائه إلى فسحة "الموت" المشرعة عليه، فقرر أنه قادر على ممارسة عادة السلحفاة ... وداخل البيت "العظمي" ينعدم اللون .. يصبح الناس في قدر واحد ووجه واحد ... فهل هزمنا حزيران أم هزمنا طيف الحياة الذي يلامسنا.

سواء نُزع الحجاب أو بقي على رؤؤسنا فإن الستارة على ما يبدو باقية أمامنا لأننا مصرون على رسم خط واحد ... ثقافة ممزوجة برمل الصحراء .. مصرون على سماع ضجيج الذكور فقط، أو ثرثرة النساء ... فعندما نقاطع قوس قزح فإننا ننصب عداء للخصب والمطر ولرياح التغيير الدائمة مع فصول السنة، بينما رياح الخماسين مجالنا المفضل ذكورا وإناثا ونعيق غربان تطير فوق رؤوسنا. لماذا أحب حزيران وأكرهه ... أو كيف أستطيع حمل صورة واحدة لشهر من السنة؟!!

أتذكر في لحظات أن "المراهقة" تأتي في حزيران وفي أي شهر من السنة ... ومتعة المفاجأة لا يمكن حصرها في شهر واحد أو زمن أتى ثم هجرنا إلى غير عودة ... ولأن "نزع الحجاب" ليس هوايتي فأنا أعشق من تضعه أو تخلعه وأشتهي الارتخاء في أحضان مسجد أو ذكر أو ثقافة تفهم أن اللون الواحد لا يخلقني بل يخنق الخصب داخل الحياة ... وأن تشابه الذكور مثل تشابه الإناث هو في سجن الثقافة التي لا ترى إلا نفسها.