إسماعيل قويدر فلاح سوري من قرية بطيحة غزيل شرقي بحيرة طبرية غادر منزله في الجولان المحتل عندما كان في الخامسة والعشرين من العمر أثناء حرب حزيران 1967 ومازال يحلم بالعودة إلى منزله.

ويقول إسماعيل الذي يعيش في مخيم الوافدين (20 كلم شمال شرق دمشق) انه ما يزال يتذكر يوم مغادرته قريته فيقول انه كان في حقل الحصاد مع أهله عندما بدأ الطيران الاسرائيلي والمدفعية بقصف المنطقة "تركنا الحصاد ولم نستطع العودة إلى المنزل فذهبنا إلى مرتفعات فيق على بحيرة طبرية وبقينا هناك خمسة أيام قبل أن نتوجه الى مدينة درعا جنوب سوريا سيرا على الأقدام ونحن لا نملك شيئا ومن هناك إلى هنا".

وكانت اسرائيل تمكنت في حرب حزيران عام 1967 من احتلال الجولان السوري والضفة الغربية وسيناء المصرية وضاعفت الاراضي التي تحتلها بعدما استطاعت أن تهزم الجيش المصري والسوري والاردني في حرب استمرت ستة أيام.

وإسماعيل واحد من عشرات الآلاف من السوريين الذين شردوا من ديارهم في الجولان في حرب عام 1967 ومازالوا يحلمون بالعودة الى ديارهم التي ولدوا فيها.

ويقول إسماعيل الذي يمتلك محل بيع حلويات في المخيم "أنا هنا الآن في مخيم الوافدين نذرت على نفسي أن أعود على دراجة إلى منزلي في بطيحة غزيل كون حالتي الصحية لا تسمح لي بالذهاب مشيا، ونأمل من الله أن نعود إلى قريتنا".

هذا حال إسماعيل الذي ما يزال يعيش في وجدانه ذكريات بيته وارضه في الجولان المحتل أما محمد شبلي /28 سنة/ الذي ولد في دمشق ولا يعرف من قريته البطيحة قرب طبريا بالجولان إلا ما يرويه له والده أو يقرأه ويسمعه في الاعلام يقول "آمل أن نعود إلى أرضنا فهي جنة على الارض، والدي مستعد لترك كل شيء (هنا) من اجل أن يعود إلى القرية".

أما عبلة العبد الله /63 سنة/ من قرية نعران غربي القنيطرة فتقول إنها كانت في المنزل عندما بدأ القصف الاسرائيلي "خرجنا نتيجة القصف الاسرائيلي خرجت مع أولادي، زوجي كان في الحرس الوطني، أتمنى أن نعود، نحن نحب أرضنا ونود أن نموت فيها، والرئيس (بشار) الاسد يعمل على إعادة الجولان لاعادتنا وهذا ما نتمناه".

ويبدو أن حلم العودة والاصرار عليه لا يقتصر على من عاش في الجولان بل انتقل من الاباء إلى أبنائهم وأحفادهم فها هي ولاء الخطيب الطالبة في الصف الرابع /10 سنين/ تقول "والدي يعلمني حب الارض وأتمنى أن تعود الارض إلى أصحابها لأن إسرائيل دولة مغتصبة لارضنا و يجب عليها أن تعيدها".

هذه هي مشاعر الجولانيين الذين نزحوا عن أرضهم ومنازلهم بعد مرور أربعين عاما وفي الوقت الذي كثر فيه الحديث عن استئناف عملية السلام بين سوريا وإسرائيل فهل يتحقق السلام ويتحقق حلم هؤلاء بالعودة؟

وبالرغم من الإشارات السورية العديدة التي صدرت على أعلى المستويات وفي أكثر من مرة والتي تؤكد الرغبة السورية باستئناف مباحثات السلام ، إلا أن هذه الإشارات قوبلت بالرفض تارة وبالاتهامات بعدم الجدية تارة أخرى من قبل إسرائيل.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مؤخرا أنه يدرس إمكانية إعادة الاتصالات مع سوريا.

يشار إلى أن سوريا تشترط عودة كامل الجولان المحتل في مقابل السلام مع إسرائيل.

ويعيش في مخيم الوافدين شمال شرق مدينة دمشق نحو 22 الف نازح سوري من الجولان المحتل.

وكانت إسرائيل قد شردت 131 ألف مواطن من الجولان عام 1967 ومازال هناك تحت الاحتلال حوالي 17 ألف سوري يتوزعون على خمس قرى وهي مجدل شمس ومسعدة وبقعاتا وعين قنية والغجر.

ويدرس في الجامعات السورية حوالي 450 طالبا من الجولان بعد أن قدم لهم الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد منحا جامعية مجانية وإقامة.

وقال مدحت صالح مدير مكتب شؤون الجولان إن "هؤلاء اللاجئين طردوا من أرضهم ودمرت بيوتهم وعلى المجتمع الدولي أن يعيدهم إلى أراضيهم".