حذّر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الولايات المتحدة وحلفاءها من عواقب «اللعب بذيل الأسد الجالس في مكان هادئ»، داعياً إياهم إلى الخروج من المنطقة «لأن قوة شعوبها تكبر وتتعاظم وأن الظروف الخارجية ستتغير».
كشف نجاد، في لقاء مع الصحافيين الأجانب المدعوين لتغطية مراسم الذكرى الـ 18 لرحيل مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الخميني، عن أن إسرائيل تحضِّر لعدوان جديد لتعويض هزيمتها في لبنان، ناصحاً بعدم القيام به.
وأوضح‎ نجاد تصريحات‎ أدلى بها أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجانـي‎ لـصحـيفـة «لـوفـيغـارو» الفرنسية‎‎‎‎ حول لبنان، قائلاً: «مـا يفـعلـه الـشعـب اللبناني‎ وحزب‎ الله‎ يرتبط بهم‎، والقـرار لهم‎‎ ونحن‎ لا نتدخل‎ في‎ شؤونهم الداخلية». وقال: «إن‎‎ إيـران شددت‎ دوماً على‎ وحدة‎‎ لـبنـان‎ وسيـادتـه ودافعت‎ عن‎ استقلاله‎‎ وعزته وتدعم‎ كل‎ الأطراف‎ والدول‎ التي‎‎ تسعى لتحقيق‎ هذا الهدف‎»، مشيراً إلى أن «مـا يحدث في‎‎ لبنان‎ في الوقت‎ الحاضر يضر الشعب‎ اللبناني‎ وشعوب‎ المنطقة». وقال: «إذا تصور البعض أنه من خلال التخطيط لبعض الفتن يمكن أن يفرض رأيه على الشعب اللبناني فإنه مخطئ».
ورداً على سؤال عن احتمال تجدد المسعى السعودي - الإيراني، قال نجاد: «نحن ندعو دائماً إلى وحدة المواطنين في لبنان. إن إيادي جميع الأصدقاء الذين يبذلون جهداً في هذه المجال مرحب بهم. بدأت جهود لكن لم تتابع. الأحداث التي تحصل لا تصب في مصلحة الشعب اللبناني وسائر شعوب المنطقة. نحن مستعدون للمساعدة حيثما ينبغي أن نساعد، لكن نود أن يتخذ الشعب اللبناني قراره بنفسه.
ورداً على سؤال عن احتمال أن تشن إسرائيل حرباً على لبنان وسوريا في ضوء تراجع احتمال تعرض إيران لضربة عسكرية، قال نجاد: «نحن حذرنا أعداء دول المنطقة من ألا يرتكبوا الجرائم التي ارتكبوها في العام الماضي، ومعلوماتنا أنهم يخططون لحرب يعوضون فيها عن هزيمتهم»، مضيفاً أن «على الكيان الغاصب للقدس ألا يفكر بتكرار جرائمه التي ارتكبها العام الماضي بحق المسلمين في لبنان». ونفى نجاد بشدة إمكان دخول إيران في صفقة مع الولايات المتحدة على حساب سوريا وحزب الله. وقال: «لن يكون هناك أي شيء من هذا القبيل».
وفي الشأن النووي، رأى نجاد أن «تدخل مجلس الأمن الدولي في القضية النووية الإيرانية غير قانوني»، مضيفاً: «عليهم أن يتخلوا عن الأنانية وعن هذه اللعبة الصبيانية.. إن إيران قوية، وهي مثل الأسد الجالس في مكان هادئ وننصحهم بألا يلعبوا بذيل هذا الأسد».
ورأى نجاد أن محاولة فرض عقوبات هو «سلوك من يلعب بالنار»، مضيفاً: «اجتزنا مرحلة ولا يمكن أن يطلب منا العودة إلى الوراء». وشدد على أن «الأوان قد فات لوقف تقدم إيران في برنامجها النووي».
وفي السياق، شددت إيران على ضرورة عدم تسييس محاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري، مشيرة إلى أن الإجماع اللبناني على هذا الموضوع هو الخيار الأفضل، لأن فرض حلول أجنبية يعرض استقلال لبنان للخطر.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني قوله إن «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعم دراسة ملف اغتيال المرحوم رفيق الحريري بعيداً عن الاستغلال السياسي».
وتطرق حسيني إلى تشكيل المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الحريري والجرائم المرتبطة بها، فقال: «نعتقد أن الإجماع الداخلي بين مختلف المجموعات اللبنانية والعمل وفق القانون اللبناني هو أفضل خيار في هذا المجال». وشدد على أن «فرض حلول أجنبية سيعرض استقلال وسيادة لبنان الوطنية للخطر كما أنه سيعقد القضية أكثر فأكثر».
ورأى كبير المفاوضين في الملف النووي، علي لاريجاني، أن محادثاته مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في برلين أمس خطوة إلى الأمام. وبحث لاريجاني مع شتاينماير، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، الأوضاع في لبنان والعراق والمنطقة.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك، رداً على تصريحات نجاد: «كلا، لم يفت الأوان. إنها تصريحات سخيفة».
إلى ذلك، قال مسؤول في هيئة قناة السويس المصرية إن غواصة نووية أميركية عبرت القناة في وقت مبكر أمس، في طريقها إلى البحر الأحمر ومنه للخليج.
وأوضح المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، لوكالة «رويترز»: «عبرت قناة السويس اليوم (أمس) الغواصة النووية الأميركية أوكلاهوما سيتي ضمن قافلة الشمال الآتية من البحر المتوسط في طريقها للبحر الأحمر».