بالتزامن مع انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقة رفح في جنوب قطاع غزة، بدأ تعزيز قواته في بيت حانون شمال القطاع، في وقت هدد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي شاؤول موفاز بعمليات برية عنيفة واغتيالات مركزة ضد الفلسطينيين.

اعتقلت القوات الإسرائيلية أمس 20 فلسطينياً عقب انسحابها من منطقة كرم أبو معمر قرب معبر صوفا شمال رفح بجنوب قطاع غزة والتي توغلت بها فجر الاثنين، وذلك بعد عمليات مداهمة وتفتيش وتجريف للأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقالت مصادر أمنية وشهود إن «القوات الإسرائيلية توغلت في المنطقة وداهمت عددا من المنازل حيث اعتدت على المواطنين، واقتادتهم إلى جهة مجهولة». وأوضحت المصادر أن«سبعة منازل في منطقة أبو معمر تعرضت للتخريب والعبث بمحتوياتها بعد اقتحامها من قبل القوات والوحدات الخاصة الإسرائيلية التي اقتحمت المنازل تحت غطاء كثيف من إطلاق الرصاص».

وأفادت أن «عدداً من الدفيئات والأراضي الزراعية الواسعة والعديد من الطرق والبنى التحتية تم تدميرها وإلحاق خسائر كبيرة فيها نتيجة العملية العسكرية التي استهدفت هذه المنطقة التي تعتبر من المناطق الريفية والزراعية».وفي سياق متصل عززت القوات الإسرائيلية تواجدها العسكري على الأطراف الشمالية والشرقية لمحافظة شمال غزة وخاصة منطقة بيت حانون، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع والأباتشي على ارتفاعات متوسطة.

وكانت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي قد صرحت في وقت سابق أن قوة برية إسرائيلية انسحبت من قطاع غزة فجر أمس منهية عملية استمرت يوما واعتقل خلالها الجيش أربعة نشطاء فلسطينيين «مطلوبين».ونقل موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الالكتروني عن مصادر عسكرية إسرائيلية في قيادة الجبهة الجنوبية قولها إن هذه العملية هي نمط من العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش وإن «عمليات من هذا النوع ستستمر في المستقبل» وإن مدة العملية، التي استمرت 42 ساعة، وحجم القوات المشاركة فيها يشير إلى تصعيد معين.

وفي الضفة الغربية شن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات في الساعات الأولى صباح أمس طالت 12 ناشطاً فلسطينياً في مناطق مختلفة بالضفة الغربية بدعوى أنهم مطلوبون.وأعلن مصدر امني فلسطيني جرح أربعة فلسطينيين برصاص الجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا الرصاص المطاطي لتفريق تظاهرة جرت احتجاجا على عملية نفذها الجيش الإسرائيلي في قباطية قرب جنين. وقال شهود إن «الجنود وصلوا في عشرين سيارة جيب واقتحموا منازل وفتشوها ثم اعتقلوا ثمانية فلسطينيين من ناشطي حركتي حماس والجهاد الإسلامي».

في موازاة ذلك أعلن شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع الأسبق أن إسرائيل قررت وقف الهجمات الجوية على قطاع غزة لعدم جدواها والقيام بهجمات برية مركزة وعنيفة في الوقت الذي شدد فيه على ضرورة عودة سياسة الاغتيالات في صفوف كل من له علاقة بما وصفه «بالإرهاب» وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

ودعا موفاز في حديث للتلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل إلى «اغتيال القيادات السياسية لحركة حماس والقيام بعمليات برية محددة وشديدة لكي يدفع الفلسطينيون ثمن مواصلة هجومهم على البلدات الإسرائيلية». وتابع: «قررنا بعد نقاش كبير وعدم جدوى الغارات الجوية أن يشن الجيش الإسرائيلي هجومات برية محددة ونوعية لردع الفلسطينيين وجعلهم يدفعون الثمن باهظا».