أكبر عملية أمنية في تاريخ ألمانيا لحماية أهل القمة

مع افتتاح قمة مجموعة الدول الصناعية «الثماني» في منتجه هايلجندام الألماني أمس، وفي محاولة لتخفيف أجواء التوتر بين واشنطن وموسكو، رفض الرئيس الأميركي جورج بوش التصعيد العسكري مع روسيا في أزمة الدرع الصاروخية، مؤكدا أن موسكو لا تعتزم مهاجمة أوروبا.

وفي الوقت نفسه، أكد «صديقه» رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أهمية إقامة علاقات أوروبية جيدة مع موسكو محذرا من تقليصها. في حين تمسكت روسيا بموقفها الرافض ل«الدرع»، حيث وجه وزير خارجيتها سيرغي لافروف انتقادات لاذعة لأسلوب الولايات المتحدة في التعامل مع الأزمة، قائلا ان القرار الأميركي بنشر هذا النظام نابع من «طريقة التفكير أيام الحرب الباردة».

وعشية لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعقد اليوم على هامش القمة، قال بوش انه لن يتم اتخاذ أي إجراء عسكري أميركي رداً على تهديد بوتين في الآونة الأخيرة بنصب صواريخ روسية مصوبة نحو أوروبا. وأضاف ليس هناك حاجة لرد عسكري، لأن الغربيين ليسوا في حرب مع روسيا مؤكدا أن روسيا لا تشكل تهديدا.

ومن جانبه، حذر بلير من أن أوروبا قد تقرر تقليص علاقاتها مع روسيا لكنه أكد في الوقت نفسه أهمية إقامة علاقات جيدة مع موسكو. كما قال إنه يريد إجراء مناقشات صريحة مع بوتين خلال قمة «الثماني». وأعرب عن ثقته ان مشروع الدرع الأميركية لن يؤدي إلى حدوث انقسامات في أوروبا. وقال «على الكرملين ألا يشعر بالتهديد للاقتراحات الأميركية لأنها قدمت بشفافية تامة».

ولكن على الجانب الآخر، وجه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقادات لاذعة لأسلوب الولايات المتحدة في التعامل مع أزمة الدرع الصاروخية التي تعتزم نشرها في بولندا والتشيك. وقال ان القرار الأميركي بنشر هذا النظام نابع من «طريقة التفكير أيام الحرب الباردة». وأعرب عن استغرابه لرد الفعل الغربي حول تصريحات الرئيس بوتين الأخيرة باحتمال توجيه الصواريخ الروسية صوب أهداف جديدة في أوروبا، مشيرا إلى أن موجة الغضب تعكس محاولة «تسييس القضية».

من ناحية أخرى رفض الكرملين انتقادات الرئيس الأميركي جورج بوش حول أوضاع الديمقراطية في روسيا وأكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا دولة ديمقراطية تتبنى نفس القيم الأوروبية والدولية. وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تكيل الديمقراطية بمكيالين مختلفين واتهمها باتخاذ قرارات أحادية في القضايا الدولية.

في موازاة ذلك، نفذت ألمانيا أكبر عملية أمنية في تاريخها لتأمين قمة «الثماني» التي يستضيفها منتجع «هايلجندام، حيث يشارك نحو 16 ألفا من رجال الشرطة في تأمين اللقاء. وكان نحو ألف متظاهر قد استقبلوا الرئيس بوش لدى وصوله إلى مطار مدينة روستوك رافعين يافطات ومرددين شعارات لدى هبوط الطائرة الرئاسية من بينها «عد لبلدك يا بوش».

واشتبك محتجون مناهضون للرأسمالية مع الشرطة الألمانية أمس وأصابوا ثمانية من الضباط وهم يحاولون سد الطرق إلى مقر اجتماع «الثماني». وتفادى المحتجون العديد من حواجز التفتيش التي أقامتها الشرطة من خلال العدو عبر الغابات والحقول. وذكرت الشرطة أنها استخدمت مدافع المياه لتفريق المتظاهرين. وقال مسؤول أمني «نحن نتعامل مع أشخاص يحتمل أنهم خطرون فهم يرمون الحجارة».

واضطر مندوبو وسائل الإعلام إلى الصعود على متن قوارب تابعة للبحرية الألمانية أقلتهم إلى مكان انعقاد القمة في حين عمد عدد من المروحيات إلى مراقبة المنطقة من الجو. من جهة أخرى صادقت المحكمة الدستورية الألمانية على منع التظاهر اليوم الخميس حرصا على درء الخطر المتوقع من شغب المحتجين.

وعلى صعيد أعمال القمة وفيما يتعلق بأهم قضاياها وهي «التغيرات المناخية»، استبعدت واشنطن الاتفاق على أهداف ملزمة لحماية المناخ في قمة الثماني. ويصر البيت الأبيض على ألا تتضمن الوثيقة الختامية لقمة الثماني حول المناخ أهدافا ملزمة لحماية المناخ مثل السعي للحد من ارتفاع درجات الحرارة بحيث لا يزيد على درجتين مئويتين أو وضع حد أقصى ملزم لحجم انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)