دعوة لتلبية مطالب سُنة العراق... والدبلوماسية السوفييتية لن تعيد لروسيا مكانتها

مخاوف من استمرار هيمنة الشيعة في العراق، ورسائل لبوتين من قمة الثماني، وموقف واشنطن الخجول تجاه معضلة التغير المناخي، وإدارة بوش تعاني من أزمة مصداقية في التعامل مع مسلمي أميركا... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية سريعة على الصحافة الأميركية.

العراق: أول دولة للشيعة العرب؟

هكذا عنونت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، متسائلة عما إذا كانت دعوة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر لوضع نهاية لقتل السُّنة تعني أن الصدر وإيران يريدان عراقاً من نوع جديد. يبدو أن دعوة مقتدى، الذي كان مختفياً طوال الشهور الثلاثة الماضية -ربما في إيران- تأتي في إطار محاولته تجنب عملية عسكرية أميركية، خاصة في ظل زيادة عدد القوات الأميركية في العراق. من ناحية أخرى، استعرض مقتدى الصدر يوم الثلاثاء الماضي، نفوذه السياسي داخل البرلمان العراقي، فالبرلمانيون العراقيون المنتمون إلى كتلته شاركوا نظراءهم السُّنة في إعداد قرار يُلزم الحكومة العراقية بالحصول على تصريح من البرلمان قبل تقديم طلب إلى الأمم المتحدة يسمح بتمديد مهمة القوات الأميركية في العراق المفترض انتهاؤها في 31 ديسمبر المقبل. وحتى هذه اللحظة، فإن حكومة نوري المالكي الشيعية تسعى بنفسها إلى الحصول على موافقة أممية على تمديد هذه المهمة. تصريحات الصدر، أو بالأحرى رسائله الأخيرة، تزامنت مع دخول إيران في محادثات مع الولايات المتحدة حول الوضع في العراق. لكن إيران والقيادات الشيعية في العراق لا يتحدثون صراحة عن دور إقليمي قوي للشيعة في المنطقة، بل عن وحدة إسلامية تنطلق من مقاومة إسرائيل والولايات المتحدة، في رسالة مشابهة للرسائل التي يطلقها "حزب الله" وكيل إيران في لبنان. الصحيفة تساءلت: إذا حقق شيعة العراق هدفهم، هل سيسيطر الشيعة على الشرق الأوسط من خلال إنشاء أول دولة للشيعة العرب في العراق؟ وبمعنى آخر: هل يرغب شيعة العراق في منع عودة الهيمنة السُّنية التي شهدتها المنطقة خلال القرون الماضية؟ الصحيفة ترى أنه إذا كانت إيران ومقتدى الصدر بصدد كسب احترام متبادل من السُّنة، فإن الطريق إلى السلام في بلاد الرافدين سيصبح سهلاً، أما إذا كانت الحرب المستعرة في العراق تهدف بالفعل إلى تأمين هيمنة الشيعة على بلاد الرافدين بدءاً من بغداد، فإن الأميركيين سيواجهون قرارات صعبة، سواء تلك التي تتعلق بحجم قواتهم أو بالانسحاب من العراق. ومن ثم من المهم جداً لحكومة المالكي أن تلبي المطالب السياسية لغالبية السُّنة في العراق لاسيما توزيع الثروة النفطية. الصحيفة ترى أن أهداف إيران غير واضحة، فهي تسخن الأجواء بتخصيبها لليورانيوم على أمل القيام بابتزاز نووي في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته تبث رسائل لتهدئة مخاوف الدول العربية السُّنية الكبرى بأنه لا خوف عليها من صعود النفوذ الإيراني، وضمن هذا الإطار تأتي خطوة إيران المتمثلة في إحياء مركز التقارب بين مدارس الفكر الإسلامي، لإقناع السُّنة عبر العالم بأن خلافاتهم مع الشيعة صغيرة بالمقارنة مع هدف كبير هو وحدة العالم الإسلامي.

"البحث عن الزعامة":

اختارت "نيويورك تايمز" هذه العبارة عنواناً لافتتاحيته يوم أول من أمس الخميس، لتعلق على قمة الدول الثماني الصناعية الكبرى التي بدأت قبل يومين في "هلينجدام" بألمانيا. الصحيفة ترى أنه إذا كان ثمة موضوع رئيسي يجتمع من أجله قادة أغنى وأقوى دول العالم كل عام، فإنه لابد أن يكون صياغة سياسات ناجعة لحل المشكلات العالمية المزمنة، التي تشمل وضع حد لمشكلة التغير المناخي والإيفاء بالتعهدات السابقة تجاه أفريقيا وكبح رغبة إيران القوية في تطوير تقنيات السلاح النووي. الأمور الثلاثة نوقشت في قمم سابقة، مما يعني أن التحدي الآن هو تفعيل القرارات السابقة والمضي قدماً في تحركات إيجابية قبل أن تصبح هذه الأمور أكثر تعقيداً. الصحيفة لفتت الانتباه إلى أن الرئيس بوش تجاوز مرحلة الإنكار في مسألة التغير المناخي، حيث قدم اقتراحاً بعقد مؤتمر يضم 15 دولة هي الأكثر إنتاجاً للغازات الملوثة للبيئة، لكن هذا الاقتراح لا يتواءم مع الزعامة الأميركية للعالم، فالاقتراح يسعى إلى ابتكار تقنيات للحد من الغازات الملوثة دون وضع أسقف للكميات التي تنتجها الدول من هذه الغازات.

"رسالة لبوتين":

تحت هذا العنوان، خلصت افتتاحية "واشنطن بوست" يوم الأربعاء الماضي، أي قبيل انعقاد قمة دول الثماني الصناعية، إلى استنتاج مفاده أن على قادة الغرب إخبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن العودة إلى الدبلوماسية التي كانت سائدة إبان الاتحاد السوفييتي لن تساعد روسيا. هذا الكلام يأتي ضمن رد فعل الصحيفة على تصريحات أطلقها الرئيس الروسي خلال الآونة الأخيرة اتهم فيها الولايات المتحدة بأنها "إمبريالية" و"متسلطة"، وهدد خلالها بتوجيه الصواريخ الروسية إلى المدن الأوروبية. "بوتين" سخر من الديمقراطية الغربية قائلاً: "إن التعذيب والتشرد ومعتقل جوانتانامو وتعرض المتظاهرين في أوروبا لردود فعل قاسية... كل ذلك يجعل بوتين الديمقراطي الوحيد في العالم". وحسب الصحيفة، فإن حضور الرئيس بوتين للقمة، سيذكر الدول الصناعية السبع بكم تحولت الأمور في موسكو إلى الأسوأ، منذ القرار الذي اتخذته هذه الدول عام 1998 بمنح روسيا عضوية في نادى الدول الصناعية الكبرى، على أمل أن تسير الأمور في موسكو صوب الديمقراطية الليبرالية. الصحيفة ترى أن قمة الثماني فرصة، من خلالها يمكن للدول السبع أن توضح للرئيس الروسي أن خطابه "الحربي" هذا لن يعيد مكانة بلاده كقوة عالمية عظمى، وأن القمع الداخلي والدبلوماسية التي تعود إلى الحقبة السوفييتية سيجعلان بلاده في القرن الحادي والعشرين، أقل تأثيراً على الصعيد العالمي.

مسلمو أميركا في استطلاع "بيو":

في افتتاحيتها ليوم أمس الجمعة، رصدت "لوس أنجلوس تايمز" أصداء استطلاع للرأي أجراه "مركز بيو للبحوث"، خلال العام الجاري، على عينة من 1050 أميركياً مسلماً. الاستطلاع أجري عبر الهاتف، ومن بين نتائجه أن 77% من المشاركين في الاستطلاع يرفضون التطرف الإسلامي بهامش أكبر من مسلمي أوروبا، والسبب يعود، حسب نتائج الاستطلاع، إلى أن مسلمي أميركا يتمتعون بمستويات تعليمية جيدة، ويحصلون على دخل جيد مقارنة بمسلمي أوروبا. وعندما تطرق الاستطلاع للحرب الأميركية على الإرهاب، أعرب 26% فقط من المشاركين عن موافقتهم على "أن أميركا بذلت جهوداً مخلصة للحد من الإرهاب"، بعد أن كانت نسبة هؤلاء 67% في استطلاعات عام 2004. الاستطلاع كشف أيضاً أن فئة الشباب هي الأكثر راديكالية في رؤاها مقارنة ببقية الفئات العمرية لمسلمي أميركا، على سبيل المثال 6% فقط من المشاركين في الاستطلاع ممن تزيد أعمارهم على الثلاثين عاماً يرون أن "العمليات الانتحارية أحياناً ما تكون مبررة"... في حين يتبنى 15% ممن تقل أعمارهم عن الثلاثين هذا الموقف. وحسب الصحيفة، كان الرئيس بوش حكيماً عندما أعلن عقب هجمات 11/9 أن أميركا ليست في حرب ضد الإسلام، لكن رغم تطمينات البيت الأبيض، فإن الإدارة الأميركية تعاني من أزمة مصداقية عند التعامل مع مسلمي أميركا، وهي أزمة يجب علاجها. وضمن هذا الإطار أوضح استطلاع "بيو" أنه أثناء إجراء الاستطلاع كان يتحدث إلى أميركيين وليس إلى أجانب.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)