ساركوزي هدد بوش بمغادرة القمة إذا لم يتجاوب مع قضية «المناخ»

أكدت مصادر صحفية ألمانية أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هدد نظيره الأميركي جورج بوش بمغادرة قمة الدول الصناعية «الثماني» التي اختتمت أول أمس إذا لم يتجاوب مع مطالب القادة الأوروبيين بشأن قضية المناخ، فيما اعتبرت الشرطة الألمانية القمة ناجحة من الناحية الأمنية، رغم شراسة المتظاهرين من مناهضي العولمة الذين زحفوا على موقع القمة.

وذكرت صحيفة «هانوفرشيه ألجماينه تسايتونج» الألمانية أمس، بأن توصل القمة لاتفاق بشأن المناخ قد تمخض عن نقاش محتدم وطويل بين قادة الدول السبع الصناعية الكبرى وروسيا في منتجع هايليجندام بألمانيا. وأضافت أن هذا الخلاف وصل في إحدى مراحله إلى أن هدد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره الأميركي بمغادرة القمة إذا لم يتجاوب مع مطالب القادة الأوروبيين.

واستندت الصحيفة في تقريرها إلى ما أسمته «محضرا سريا» للقمة وهو عبارة عن ملاحظات مختصرة دونها مسئول رفيع المستوى في الحكومة الألمانية والذي تابع النقاش المحتدم ودون هذه الملاحظات لزملائه. وحسب هذا المحضر فإن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد حاول أكثر من مرة إقناع بوش ليس فقط بتجنب عودة الولايات المتحدة للوراء بشأن حماية المناخ بل بالمشاركة في اعتماد القمة لهدف محدد في هذا الاتجاه، وأن بوش رد عليه بالقول: «لا أقبل بأي حال من الأحوال تسمية هدف محدد لحماية البيئة، لا يهمني أن يصبح ذلك فشلا».

وأضاف بوش أنه لن يوقع على التزامات لا تكون ملزمة للصين أيضا. وأضافت الصحيفة أن الأوروبيين لم يكتفوا خلال هذا النقاش الساخن بأن تقتصر الوثيقة الختامية للقمة على «أخذ ضرورة خفض الانبعاثات المسببة للتغير المناخي بنسبة 50% حتى عام 2050 في الاعتبار»، مما دعا بوش في النهاية إلى اقتراح عبارة «أخذ ذلك بجدية بعين الاعتبار»، مما لاقى استحسان الأوروبيين.

على جانب آخر، اعتبرت الشرطة الألمانية القمة ناجحة من الناحية الأمنية رغم قوة التظاهرات المعارضة للعولمة. وقال مدير شرطة حرس الحدود مانفريد لورباخ: «نجحنا في تأمين المشاركين في القمة خاصة الذين جاءوا لمكان انعقادها بالقطارات. وأضاف أن 2500 من رجال الشرطة شاركوا في تأمين القمة وأن خطوط السكك الحديدية كانت ضمن مناطق انتشارهم بالإضافة إلى موان ألمانية ومعابر حدودية.

من جهة أخرى منعت الشرطة الألمانية 67 مواطناً أوروبياً من دخول ألمانيا قبيل انعقاد قمة الثمانية في منتجع هايليجندام على بحر البلطيق بألمانيا في الفترة من السادس وحتى الثامن من الشهر الجاري. وأفاد مسؤولون بالشرطة الألمانية أمس السبت بأن من بين الذين منعوا من دخول ألمانيا مواطنين من الدنمارك والسويد وفنلندا وأيسلندا والنرويج وبولندا وبريطانيا.

ميركل تطالب بحد أدنى للمعايير الاشتراكية

طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال كلمتها التي ألقتها أمس في المؤتمر السنوي للكنيسة البروتستانتية في كولونيا باعتماد حد أدنى للمعايير الاشتراكية.

وأكدت أن قمة «الثماني» لم تكن إلا خطوة هامة في طريق اقتصاد عالمي أكثر عدلا. وأضافت ميركل أن العولمة لا يمكن أن تنجح إلا إذا كان هناك حد أدنى من المعايير الاشتراكية والبيئية، و«علينا أن نحقق هذه المعايير». وأشارت إلى أن معظم الدول الفقيرة لن تحصل على فرصة لتسويق منتجاتها إلا إذا توفرت لها شروط تجارية عادلة.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)