هي أسئلة فقط قبل أن تستهلكنا الاحتفالات، أو نسير على مساحة غامضة دون أن نستطيع تحديد "الهوية الثقافية" أو "عروبة" الثقافة، أو حتى ماهية المنتج الثقافي القادم إلى دمشق أو الخارج منها.

ففي مسألة الثقافة كنت أحاول البحث عن أنثى يمكنها أن تصبح معبرة عن مرحلة معينة، وضمن الإبداع المعاصر يمكن أن أكتب عددا من الأسماء، ولكن على ما يبدو أننا إذا تناسينا القرن العشرين، أو حتى النصف الثاني منه فإننا لا نستطيع إيجاد اسم واضح، فالثقافة الذكورية المكررة على ما يبدو كانت الأكثر حضورا على قلتها.

وحتى في المراحل اللاحقة فإن الأديبات كن الأكثر حضورا، وربما من الصعب خلق تمايز واضح باستثناء أسماء محددة أحاول أن لا أذكرها لأنني لست ناقدة حتى أستطيع التقييم، لكن من الصعب أن نجد في المدونات ريادة لأسماء قوية لها علاقة بالثقافة العامة، مثل هدى الشعراوي أو "روز اليوسف في مصر"، وأنا أتكلم هنا عن دمشق تحديدا، ودون ان أشكك بأن مثل هذه الأسماء موجودة لكن ثقافتنا تجاهلتها، أو أنها انطفأت مع حرارة الحدث في النصف الثاني من القرن العشرين.

ربما تكون المهمة الثقافية الأولى هي البحث عن أسماء إناث لها علاقة فعلية داخل الحياة الثقافية السورية، فأنا لا أريد تصديق أن الإناث كلفوا البعض بالتعبير عنهن، فظهر "يويمات امرأة لا مبالية" لنزار قباني... أن نزار قباني كان مضطرا لترك تراث شعري بصوت امرأة دون أن تستطيع إناث دمشق البوح بالإبداع الذي يحملنه معهن أينما سرن.

هي أسئلة فقط ربما نصل فيها إلى ملامح "الجور" التي واكبت الثقافة في دمشق، فتركت أسماء لا يعرفها الكثيرون منذ العهد الأموي، لكنها في نفس الوقت رسمتنا على مساحة المستقبل كي ننبش المجتمع بالدرجة الأولى لنجد الإبداع أو الريادة.