لا ادري لماذا يبتلى العرب على اختلاف انتماءاتهم ودولهم بارخص انواع الجواسيس والخونة الذين تحدث عنهم النائب العربي في الكنيست الاسرائيلي أحمد الطيبي لدى هجومه على المعارض السوري فريد الغادري الذي دعاه اليمين الاسرائيلي الى الكنيست فتفاجأ متطرفو اليمين ان ضيفهم اكثر تطرفا ضد وطنه من زمرة المتعصبين و القتلة التي استضافته ولا ادري كيف يمكن للمدعو الغادري تشكيل حزب سوري معارض تحت اسم الاصلاح مع العلم ان وجود ثلاثة اشخاص سوريين يشاركونه ذات المستوى من الانحطاط هو شيء مستحيل.

قد يكون من المفهوم ان الغادري رجل من ذات زمرة احمد الجلبي في العراق وزمرة مثال الالوسي الذي يدعو للتطبيع مع الدولة العبرية دون ادنى نظرة للحقوق العربية ويهمه فقط من يملأ جيوبه بالمال ويتحدث عن قمع وديكتاتورية ومن المفهوم ان هذه الزمرة التي يمثلها الغادري قد دعت من لندن وباريس القوات الاميركية الى اجتياح دمشق وقلب النظام فيها على اساس ان هذا الاجتياح سيضع تلك الزمرة في الحكم و«يخلص الجماهير المتعطشة لحكم الخونة» من النظام الفاسد القمعي دون ان يطول بقاء الاحتلال وقد يفهم تحاف الغادري مع قوى سورية ولبنانية لا يهمها سوى الانتقام من النظام السوري، ومن المعروف من وراء هذه الزمرة وما هي اهدافها اما ما فعله الغادري في الكنيست الاسرائيلي فهو من نوع الخيانة المستفزة الى اقصى حد فكيف يمكن للضمير الانساني ان يبلغ هذا الحد من الصفاقة والوقاحة وكيف يمكن للغادري ان يطلب من اسرائيل عدم التفاوض مع سورية والاحتفاظ بالجولان كي لا يقوى موقف الرئيس الاسد وكي لا يحسب له في التاريخ انه اعاد الجولان. الم يتعلم هؤلاء بالفطرة الانسانية ومن امهاتهم او من اي مصدر ديني او ادبي او اخلاقي او علمي ان الاوطان اهم من كل شيء وابقى من كل شيء وانه لا يساوم على ارض مقابل السلطة والنظام.

التبرير الاسخف في كلام الغادري انه لا يريد ان تكون الجولان منطلقا للرئيس الايراني احمدي نجاد ويرى ان المأخذ الكبير على النظام في دمشق هو تحالفه مع طهران !!. هناك خيانات يمكن ان يحبك مرتكبوها حولها الف تبرير وتبرير ولكن سخافات الغادري غير قابلة للاعراب فهو يتحالف مع عدو يحتل جزءا هاما من وطنه ويهدد باحتلالات اخرى ويدعو الى عدم اعادة الارض الى ابناء وطنه لمجرد ان القيادة في وطنه تتحالف مع دولة اخرى هي ايران لديها اهداف استراتيجية تصب في مصلحة تحرير الوطن الذي يفترض ان الغادري ينتمي اليه .

المطمئن في موضوع الغادري هو ان الاسرائيليين انفسهم يحتقرون هذا النوع من الخونة وهم بالتاكيد يستمتعون بتهريجه الاحمق ويعلمون أن مصيره لن يكون افضل من مصير انطوان لحد الذي كوفئ بعد خدمة عدوه عشرين عاما بمحل صغير لبيع الفلافل شمال فلسطين المحتلة زبائنه من زمرة القتلة والعملاء الذين رفض الاسرائيليون ان يعيشوا بينهم فحشروهم في غيتو صغير خاص بامثال الغادري من البشر.

مصادر
الوطن (قطر)