توقعت مصادر مطلعة في واشنطن ان يكون الاجتماع الذي سيعقده الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم في البيت الابيض والذي سيشارك فيه نائبه ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وغيرهم من المسؤولين الكبار في مجلس الامن القومي لمناقشة القضايا الساخنة في الشرق الاوسط، مفصليا بالنسبة الى مضمون الخطاب الذي سيلقيه بوش في الذكرى الخامسة لاعلانه رؤيته لحل النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي والمبنية على تعايش سلمي بين اسرائيل ودولة فلسطينية مستقلة.
وتحدثت المصادر عن خلافات جدية بين رايس، التي تريد ان يشمل الخطاب اقتراحات عملية لاحياء المفاوضات تشمل عقد مؤتمر اقليمي – دولي على غرار مؤتمر مدريد قبل نهاية السنة الجارية، ومكتب تشيني وبعض اعضاء مجلس الامن القومي وتحديداً اليوت ابرامز المسؤول عن قسم الشرق الاوسط، الذين يتحفظون عن اي اقتراحات أو مبادرات طموحة بحجة ان الظروف السياسية في اسرائيل والامنية في الاراضي الفلسطينية لا تشجع على اي مبادرات كهذه.
وتخوف بعض المصادر من انه اذا لم تحسم هذه الخلافات بطريقة مرضية لبوش، فانه قد يكتفي باصدار بيان في هذه الذكرى، لكن الاتجاه السائد لا يزال في مصلحة الخطاب.
واضافت ان رايس ستزور المنطقة بعد توقفها في باريس، فتصل الى القاهرة في 26 حزيران الجاري، كما تتوجه الى اسرائيل وربما الى الاراضي الفلسطينية. وتأمل في ترتيب اجتماع اما في القاهرة واما في شرم الشيخ في 27 منه لممثلين للرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة، وممثلين للرباعية العربية التي تضم المملكة العربية السعودية ومصر والاردن ودولة الامارات العربية المتحدة. ولكن ليس واضحا حتى الان ما اذا كانت المساعي الاميركية والمصرية ستفلح في اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد اجتماع مع ممثلي الرباعية الدولية بسبب الخلافات بينهما على عائدات الضرائب الفلسطينية المجمدة لدى اسرائيل.
وقالت المصادر ان الرئيس عباس اكد للاميركيين والمصريين انه لن يشارك في أي اجتماع مع أولمرت أو الرباعية الدولية، ما لم تسلم اسرائيل السلطة الفلسطينية عائدات الضرائب الفلسطينية المجمدة لديها. كما ان أولمرت من جهته قال للمسؤولين الاميركيين والمصريين انه لن يشارك في مثل هذا الاجتماع الذي يسمى "اربعة زائد اثنين" في مصر، الا بعد ان يلتقيه عباس ثنائيا.
ورأت مصادر مطلعة على الاتصالات التي تقوم بها واشنطن مع الفلسطينيين والاسرائيليين ان ادارة الرئيس بوش لا تزال تتصرف على أساس انها قادرة على حل الخلاف بين عباس وأولمرت قبل زيارة رايس للمنطقة.
وأفادت ان الاوضاع الامنية المتفاقمة في الاراضي الفلسطينية وتحديداً في غزة وخصوصاً بعد نشوب الاقتتال الفلسطيني الداخلي مجددا، الى القتال بين الجيش اللبناني وعناصر تنظيم "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد، ستكون من القضايا التي سيناقشها بوش اليوم والمسؤولين الكبار في حكومته.

مصادر
النهار (لبنان)