اتهم وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إيران بتزويد حركة «طالبان» في أفغانستان كميات «كبيرة» من السلاح، معتبراً أن «من الصعب الاعتقاد بأن طهران لا تعلم شيئاً عن الأمر».

وكانت الولايات المتحدة أعلنت أن لديها أدلة «أكيدة» على أن إيران تهرب أسلحة إلى «طالبان»، مشيرة إلى أن قوات الحلف الأطلسي (ناتو) في أفغانستان اعترضت بعض الشحنات المرسلة إلى الحركة.

في غضون ذلك، استخف الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بالضغوط المتزايدة التي تواجهها طهران، والتلويح بفرض عقوبات جديدة عليها بسبب تمسكها ببرنامجها النووي. ووصف هذه الضغوط بأنها «لا تساوي فلساً».

ونقلت وكالة «اسوشبيتد برس» عن نيكولاس بيرنز مساعد وزيرة الخارجية الأميركية الذي يزور باريس، تأكيده رصد قوات الحلف أسلحة «مصدرها بالتأكيد الحكومة الإيرانية»، مضيفاً أن الحدود الإيرانية - الأفغانية «حدود طويلة جداً. ولكن فليعلم الإيرانيون اننا سنتصدى لهذا الأمر ونأخذه بجدية كبيرة». واعتبر بيرنز أن إيران «تنتهك» بذلك قوانين مجلس الأمن.

ولم يعط المسؤول الأميركي مزيداً من التفاصيل حول شحنة الأسلحة المضبوطة، وإن بدا انها محدودة بقوله: «لا اعتقد بأنها ستحدث فرقاً مهماً في مسرح الحرب». وأشار الى ان ذلك «لن يحوّل الموجة ضدنا، لكنه مقلق جداً».

في غضون ذلك، خاطب أحمدي نجاد القوى الكبرى في مجلس الأمن قائلاً: «اذا أردتم المضي في الاتجاه ذاته وتبنيتم مرة أخرى قراراً شبيهاً بالقرارات السابقة التي لم يكن لها أي أثر علينا، فاعلموا ان الأمة الإيرانية تعتبر ان هذه القرارات لا تساوي فلساً».

وأضاف في خطاب ألقاه في محافظة سمنان (شرق) وبثه التلفزيون، ان «الطاقة النووية ملك الأمة الإيرانية التي ستدافع عن حقها بشجاعة». وأكد أن بلاده ليست قلقة من إصدار الأمم المتحدة مزيداً من قرارات العقوبات، وأن طهران لن تسمح للغرب بمنعها من تحقيق أي تقدم علمي.

وعلى رغم أن المسؤولين في طهران ينفون عادة وجود أي أثر للعقوبات، فإن رجال أعمال أجانب وحتى إيرانيين يتخوفون في شكل متزايد من الاستثمار هناك. وتابع الرئيس: «ما تقوله الأمة الإيرانية في شأن القضية النووية هو كلمة واحدة: العدل. إذا كان هناك قانون فلا بد من أن يطبق على الجميع».

في الوقت ذاته، اعتبر رئيس البرلمان الإيراني غلام حداد عادل ان هناك «ادلة تظهر ميلاً إلى حل الأزمة النووية الايرانية من طريق المفاوضات»، مشدداً على «جدية» اللقاءات بين الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا وكبير المفاوضين الإيرانيين علي لاريجاني.

إلى ذلك (رويترز)، قال ديبلوماسيون أطلعوا على عمليات تفتيش أجرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في ايران، انها في طريقها الى تشغيل 3 آلاف جهاز للطرد المركزي في تموز (يوليو) المقبل، ما يكفي لإنتاج يورانيوم مخصب لصنع قنبلة ذرية في غضون سنة.

وأضافوا ان المدير العام للوكالة محمد البرادعي ابلغ قادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذين يحاولون إحباط الطموحات النووية الإيرانية عبر العقوبات، بأن سياستهم «سبقتها الأحداث» وان طهران تتطلع الى تشغيل 8 آلاف جهاز للطرد المركزي في كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

لكن ديبلوماسيين شككوا في قدرة البرادعي على التكهن بتطور البرنامج النووي الإيراني، واعتبروا انه ربما يبالغ لدفع الغرب الى حل وسط يعتقد بأن هناك حاجة اليه لتجنب حرب أميركية - إيرانية. وقال ديبلوماسي قريب من الوكالة الذرية على هامش اجتماع في فيينا، ان «القلق يكمن في ان الإيرانيين سيملكون عدداً حساساً من أجهزة الطرد المركزي من دون إزالة التساؤلات» حول أهداف برنامجهم النووي. ورأى ديبلوماسي آخر أن من الممكن لإيران أن تنتج كل أجهزة الطرد المركزي التي تحتاج الى تشغيلها حالياً بدل استيراد أجزاء من السوق السوداء الأجنبية، كما حدث سابقاً.

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)