يبدو أن «المبادرة» الفرنسية لإطلاق حوار لبناني ــ لبناني قد ماتت قبل أن تبدأ لأن فريق الأكثرية اللبنانية سارع الى إطلاق نيرانه السياسية والإعلامية عليها، وهي في مرحلة الولادة !

ومثل هذا الموقف كان متوقعا لأن هناك «أجندات» أميركية وإسرائيلية هي التي باتت تتحكم بمسار أي حل مطروح على الساحة اللبنانية. فأي حل لا يأتي من واشنطن ويحظى بدعم اسرائيل فإن مصيره إلى «سلة المهملات» في لبنان وفق ما نقل عن السفير الاميركي في بيروت فيلتمان الذي يدير وحده خيوط اللعبة من كل جوانبها.

وفي أحسن الأحوال فإن ذروة ما ستصل إليه «المبادرة» الفرنسية هو التقاط الصور التذكارية للمتحاورين اللبنانيين من «الصف الثاني» في احدى المدن الفرنسية الجميلة ليقال بعد ذلك إن باريس قامت بما هو مطلوب منها ولكن المشكلة في الجانب اللبناني نفسه.

وهناك في لبنان وأوروبا من يرى أن باريس شرعت في إطلاق «مبادرتها» وأنه كان يتوجب عليها التنسيق مسبقا مع الشركاء الأوروبيين بشأنها، خاصة أن معظم قوات «اليونيفيل» المنتشرة في جنوب لبنان تعود الى دول الاتحاد الأوروبي وبالتالي كان يتوجب حدوث مثل هذا التشاور من قبل الحكومة الفرنسية.

وارتفعت أصوات لبنانية محسوبة تقليديا على باريس مبدية استغرابها الشديد من جدوى ذهاب اللبنانيين إلى الأراضي الفرنسية للتحاور في حين أن هناك أمتارا تفصل بينهم في بيروت وبالتالي فهم مطالبون بقطعها والوصول الى بعضهم بعضا.

فهل تصر باريس على الاستمرار في «مبادرتها»؟ أم قد تقرر الانسحاب من السباق اللبناني في اللحظة الأخيرة؟

مصادر
الوطن (قطر)