جدل حول نتائج قمة الثماني... وأجندة جديدة لـ"براون"

نتائج قمة الثماني الأخيرة، وما وراء زيارة بوش لألبانيا، وأجندة "جوردون براون" الدولية المتوقعة... موضوعات كانت محور اهتمام الصحف البريطانية هذا الأسبوع.

* "قمة الثماني: أسباب تدعو للتفاؤل": تحت هذا العنوان تناولت افتتاحية "الأوبزيرفر" الأحد الماضي مؤتمر قمة الدول الثماني، الذي عقد مؤخراً في "هايلينجدام"- ألمانيا وقالت إنه على رغم بعض القرائن التي قد تدفع البعض للجدل بأن القمة قد فشلت، ومنها على سبيل المثال أن القمة السابقة كانت قد قطعت على نفسها عهداً بمعالجة جميع ضحايا مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز في أفريقيا بنهاية العقد الحالي، في حين أن القمة الحالية لم تتعهد سوى بعلاج 5 ملايين فقط، أي نصف العدد السابق، وأن القادة المشاركين فيها قد أعادوا التأكيد على وعدهم في القمة السابقة بمنح مساعدات بمليارات الدولارات للدول الأفريقية مما يشي بأنهم يعرفون أنهم لم يفوا بما تعهدوا به من قبل على رغم تلك القرائن، إلا أن القمة لا تعتبر فاشلة بحسب الصحيفة، كما أنها لا تتظاهر بالاهتمام بأفريقيا وبمسألة التغير المناخي، لأن قادة تلك الدول أصبحوا يدركون تماماً أن تلك المساعدات، تصب في النهاية في خدمة مصالح دولهم طويلة الأمد. وأضافت الصحيفة أن قادة الدول الثماني، لم يكونوا بحاجة للتظاهر بتلك الموضوعات لأنهم لو أرادوا أن يتجاهلوها تماماً ويركزوا جهودهم على عقد ترتيبات تجارية جديدة بين دولهم الغنية، لكانوا قد أصروا على ربط المساعدات التي يقدمونها بالتزام الدول الأفريقية بشرط بيع أصولها للمستثمرين الأجانب بأسعار بخسة، مثلما كان عليه الأمر بالنسبة للاتفاقيات التي أبرمها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مع الدول الفقيرة والنامية، وأنه يكفي للدلالة على نجاح هذه القمة أن موضوع المساعدات للدول الفقيرة، قد انتقل في بحر سنوات قليلة من مجرد شعار مكتوب على اللافتات التي يرفعها المتظاهرون إلى بند مطروح بقوة على جدول أعمال القوى الصناعية الكبرى في العالم.

* "خوفاً من النسيان": هكذا عنونت "التايمز" افتتاحيتها الاثنين الماضي حول زيارة بوش لألبانيا، والتي بدأتها بالقول إن طائرة الرئاسة الأميركية "آير فورس وان" لم يسبق لها في أي وقت أن هبطت في ألبانيا، كما لا يتوقع لها أن تفعل ذلك قبل سنين طويلة أخرى، وأن تلك الزيارة كانت موضعاً لدهشة الكثيرين من المراقبين الذين تساءلوا عن مغزى زيارة بوش لهذه الدولة الأوروبية المنسية التي لا يزيد عدد سكانها على 600 ألف نسمة واختياره لها كي تكون المحطة الأخيرة في رحلته الأوروبية. وتحاول الصحيفة الإجابة على تلك التساؤلات بالقول إن هناك أسباباً عملية ربما تكون قد دفعت بوش لذلك منها حاجته إلى تأمين مكان آمن لعقد المحادثات التي ستدور حول مستقبل البلقان، وتوقعات رجال البيت الأبيض الخاصة بأن بوش سيلاقي ترحيباً حماسياً في عاصمة تلك الدولة "تيرانا" يرفع من أسهمه التي تدنت كثيراً في أميركا وفي العالم، وهو ما حدث فعلاً حيث قوبل الرئيس بوش بحفاوة بالغة وصلت إلى حد إطلاق اسمه على أحد شوارع العاصمة. وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الزيارة إن كانت رمزية إلا أن ذلك لا يقلل من أهميتها على الإطلاق، لأن من ضمن أهدافها إثبات أن دولة إسلامية في أوروبا، تتعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب، خصوصاً وأن هناك 120 جندياً ألبانيا قد شاركوا الحلفاء في العراق، كما أن هناك مفرزة، تتكون من 22 جندياً تحارب في أفغانستان مع قوات "الناتو"، وتلك الأعداد إن كانت غير كبيرة، فإن رمزيتها لا تغيب عن الأنظار. ورأت الصحيفة أن الخلافات العقائدية لا يجب أن تكون عنصراً للاختلاف بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية، حتى لو حاول المتطرفون خلق حالة من الصراع بين الإسلام والأديان الأخرى.

"رؤية براون العالمية": أشارت "الديلي تلغراف" في افتتاحيتها أمس تحت هذا العنوان إلى أن رئيس الوزراء البريطاني المقبل "جوردون براون" أشار إلى أنه عندما يتولى الحكم، فإن أسلوبه في الاستجابة لأزمات من نوعيه أزمة العراق سيكون مختلفاً تماماً عن الأسلوب الذي استجاب به توني بلير لتلك الأزمة. وقال "براون" إن أكثر ما سيحرص عليه في استجابته إذا ما واجه أزمة مماثلة هو الفصل بين موضوعي الأمن وتحليل المعلومات الاستخباراتيه، وبين العملية السياسية ذاتها. ورأت الصحيفة أن ذلك انتقاد مبطَّن من جانب "براون" لتلك الملفات سيئة السمعة، التي نشرتها لجنة الاستخبارات المشتركة، ولتلك الملفات الأخرى التي تمت سرقتها من الإنترنت، والتي جعلت بلير يتبنى زعماً زائفاً مؤداه أن العراق يمتلك أسلحة للدمار الشامل، وأن تلك الأسلحة جاهزة للاستخدام خلال 45 دقيقة. أما بالنسبة لأجندته الأوروبية فتقول الصحيفة إنها قد حصلت على معلومات مؤداها أن رئيس الوزراء الحالي بلير ونائبه براون سيعملان على التنسيق بين أجندتيهما لقمة الاتحاد الأوروبي التي ستعقد في بروكسل الأسبوع القادم، بصدد إعادة بحث التعديلات الواجب إجراؤها على دستور الاتحاد الأوروبي، حتى يكون قادراً على المزيد من التوسع (في حدود ليست كبيرة).. وأن "براون" يعرف أنه ما لم يفعل ذلك، فإن الضغط سيشتد عليه لعقد استفتاء على الدستور الأوروبي في بريطانيا يعرف جيداً أنه سيخسره. وقالت الصحيفة أيضاً إن "براون" سيجد نفسه منذ اللحظة التي يخطو فيها إلى "10 داونينج ستريت" مشغولاً في موضوعات أوروبية شتى، وخصوصاً مؤتمر الحكومات الأوروبية الذي يهدف إلى توقيع اتفاقية جديدة بحلول أكتوبر، وهو ما سيمثل أول اختبار لـ"براون" كي يثبت ما إذا كان أكثر تشككاً تجاه الاتحاد الأوروبي من سلفه "بلير" أم لا.. وإن كانت تتوقع بناءً على موقفه من العملات الأوروبية أن يكون أكثر تشككاً من بلير حيال ذلك، وإن كان الدليل سيتبيَّن من خلال المفاوضات التي ستدور في إطار الاتحاد الأوروبي خلال الشهور القادمة.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)