تقاطر إلى دمشق مؤخرًا عدد من مبعوثي السلام منهم الأوروبي ومنهم الدولي، منهم من فتح قناة اتصال على حسابه مثل إيطاليا أو اليونان، ومنهم من فتح قنوات سرية لم يعلن عنها بناء على رغبة الوسطاء، وفي كل هذه الحركة يؤكد مصدر سوري رفيع أن هذه الجولات هي إستطلاعية فقط ولا ينتظر أن تؤدي في المدى المنظور إلى أي تقدم .

وترى مصادر المعارضة السورية في هذه الزيارات تودد من المجتمع الدولي للنظام في سوريا، على الرغم من أنها تتشدد في الداخل وترى هذه المصادر أن مثل هذا التودد سيكون نتيجته استمرار احتقار النظام في سوريا للمعارضة.

براون يتعهد بإقتراح خطة لبناء السلام بالشرق الأوسط
ولكن مصادر النظام في سوريا تعتبر أن تشددها في الداخل نجم عن الإضطراب الإقليمي الذي فرض عليها تغيير اجندة الاصلاح وتقدم أمني على الاصلاح . اما في موضوع السلام، فتتفق جميع المرجعيات في سوريا على أن السلام غير قريب وعلى أن الأجواء هي اجواء حرب أكثر منها اجواء سلام، وإن أي خلل في التجاذبات الاقليمية والدولية قد يقود الى صراع مرير يكون بنتيجته تغيير المعادلات بشكل جذري، ولا احد يعلم الى اين يمكن ان تصل الامور في حال الوصول الى هذه المرحلة.

وتستذكر مصادر سورية اجزاءً من تقرير مبعوث الامم المتحدة الخاص الى الشرق الاوسط السابق الايطالي دي ليستو الذي تحدث عن السيطرة الاميركية المطلقة على الامم المتحدة ومحاباتهم لإسرائيل، وبالتالي فإن زيارة منسقي السلام ليست بعيدة عن وحي اميركي اسرائيلي، الهدف منه عدم تأجيج الصراع بشكل مكشوف، وبالتالي فإن هذه الزيارات هي بتعبير طبي "مسكنات" لعدم افلات الامور عن السيطرة وخاصة في فلسطين ولبنان.

وعندما تتحدث إلى أي مسؤول سوري معني بملف السلام عن الإشارات الكثيرة التي تذهب وتأتي، يتحدث عن أن مثل هذا الامر هو اشبه بالكلام على الديمقراطية في العراق، فقد بات أغنية يرددها الجميع ولكن اين المايسترو؟ فهذا أمر آخر معروف .

وعليه فإن الأجواء في دمشق ليست اجواء سلام على الإطلاق، والإنطباع هو أن اميركا هي اليوم النمر الجريح الذي يريد أن ينتقم وإذا لم ينجح فقد يقلب الطاولة عليه وعلى اعدائه.

مصادر
ايلاف