تسعى إسرائيل على ما يبدو إلى استبعاد إيطاليا من أي عملية سياسية في الشرق الأوسط، أو لاستبعادها من أي قوة دولية قد يتم الحديث عنها مستقبلا للانتشار في قطاع غزة.

فقد سرب مسؤولون إسرائيليون اليوم نبأ يخدم هذا التوجه، وذكر موقع صحيفة هآرتس نقلا عن مسؤولين سياسيين وأمنيين إسرائيليين أن معلومات وصلت إليهم تفيد بأن وزير الخارجية الإيطالي، ماسيمو دالما، عرض خلال زيارته إلى سوريا، التي التقى فيها مع الرئيس السوري بشار الأسد ومع وزير الخارجية وليد المعلم في دمشق، عرض عليهما استعداد إيطاليا لمساعدة سوريا للخروج من "العزلة الدولية" مقابل ضمان سلامة القوات الإيطالية العاملة في جنوب لبنان ضمن قوات اليونفيل "والسعي إلى منع استهدافهم من قبل مقاتلي حزب الله أو تنظيمات أخرى".

وتقول الصحيفة أن المعلومات المزعومة أثارت غضبا وقلقا لدى المسؤولين الإسرائيليين. ونقلت عن أحد المسؤولين قوله إن ذلك "يشير إلى أن إيطاليا مهتمة بسلامة جنودها بالدرجة الأولى ومن ثم بالمهمات الملقاة على عاتقها، بل وهي على استعداد لعقد صفقات مع سوريا".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، حسب الصحيفة، أن إيطاليا اقترحت في الأشهر الأخيرة عدة مرات إرسال جنود ضمن قوة دولية إلى قطاع غزة. معتبرا أن الرسائل الإيطالية لسوريا تظهر فقط أنه رغم "النوايا الطيبة للإيطاليين، فالقوة التي سيرسلونها لغزة لن تتمكن من منع إطلاق الصواريخ وتهريب السلاح لأنهم بالتالي سيتوصلون إلى اتفاق مع حماس".

وقال مراقبون أن التسريب الإسرائيلي المفتعل يهدف أيضا إلى اختلاق أزمة مع كل دولة لديها علاقات طبيعية مع سوريا؛ وهي نفس السياسة التي انتهجتها مع الدول التي حاولت إقامة علاقات طبيعية مع لاحكومة الفلسطينية برئاسة حماس.