شن الجيش الأميركي في العراق "عمليات هجومية" حول بغداد غداة إعلانه وصول جميع القوات الاضافية التي أمر الرئيس الأميركي جورج بوش بارسالها الى هذا البلد، فيما اوردت صحيفة "الواشنطن بوست" ان شركات الامن الأميركية الخاصة تنخرط اكثر فاكثر في العمليات العسكرية اذ تقوم بملاحقة المتمردين، وقد سقط مئات الجرحى في صفوفها.
وصرح قائد القوات الأميركية الجنرال ديفيد بيتريوس للصحافيين في بغداد: "الآن للمرة الأولى سندخل إلى مناطق مهمة فعلا في الأحزمة التي ترسل منها القاعدة السيارات المفخخة".
وأرسل بوش 28 ألف جندي إضافي الى العراق وتحديدا إلى بغداد. وأدت الحملة الأمنية في العاصمة إلى تراجع أعمال القتل الطائفية لكن العنف تفجر في محافظات أخرى حيث أقام المسلحون لهم قواعد جديدة. وقال بيتريوس: "خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية نفذنا عددا من العمليات الهجومية المختلفة في احزمة بغداد".
وكان بيتريوس يتحدث في الوقت الذي يزور وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس العراق ليرى بنفسه إن كانت الاستراتيجية العسكرية الجديدة تؤتي ثمارها. وأكد الجنرال الأميركي اعتقال اثنين من ابرز المتشددين هما ابو طيبة وعلي الحلفي الذي يتزعم خلية سرية من "افراد متطرفين" داخل ميليشيا "جيش المهدي" التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في حين ان ابو طيبة عضو في عصابة عجور الدليمي التي "ربما تكون لها صلة ببعض المدنيين البريطانيين الذين خطفوا في الاونة الاخيرة".
وقال الجيش الأميركي في بيان منفصل ان احد المسلحين قتل وعشرة اخرين اعتقلوا في عمليات بمدينة الصدر.
وجاء في بيان أميركي آخر ان القوات الأميركية عثرت على بطاقتي هوية اثنين من جنوده مفقودين منذ نحو شهر خلال غارة على منزل آمن لـ"القاعدة" شمال بغداد. واعلن مقتل احد جنوده في جنوب بغداد بانفجار عبوة ناسفة، في حين أكد سلاح الجو مقتل الطيار الذي تحطمت طائرته وهي من طراز "ف 16" فجر الجمعة شمال بغداد. وكان "الجيش الاسلامي" تبنى في بيان نشر على الانترنت اسقاط المقاتلة الأميركية.
ومن جهتها، اعلنت مصادر امنية عراقية مقتل عشرة اشخاص في هجمات متفرقة في محافظة ديالى المضطربة، فيما قتل ثلاثة مسلحين "عرب واعتقل عشرون" آخرون في منطقة الدورة (170 كيلومترا شمال بغداد).
وفي لندن، اعلنت وزارة الدفاع البريطانية في بيان مقتل جندي بريطاني في حادث سير جنوب مدينة البصرة.

شركات الامن

وبالتوازي مع الاستراتيجية العسكرية الأميركية الجديدة، نقلت" الواشنطن بوست" عن مسؤولين اميركيين وعراقيين ان شركات الامن الأميركية الخاصة وقعت عقودا بمليارات الدولارات مع الجيش الأميركي ووزارة الخارجية.
وقالت ان هذه الشركات زادت عديد موظفيها واشترت المزيد من الاسلحة وبدأت القيام بعمليات للرد على تنامي الهجمات، مشيرة الى ان قافلة من كل سبع قوافل تحرسها هذه الشركات تتعرض لهجوم. واشارت احدى هذه الشركات الى تعرضها لـ 300 "عملية معادية" خلال الاشهر الاربعة الاولى من السنة الجارية.
واوردت الصحيفة ان الجيش الأميركي شجع على تنامي هذه الشركات التي تستخدم ما بين 20 و30 الف موظف بناء على عقود وذلك بهدف تلافي نقص عديد الجيش.

مرقد سامراء

في غضون ذلك، تواصلت الاعتداءات على مساجد سنية في العراق ردا على ما يبدو على تفجير مئذنتي الامامين العسكريين في مدينة سامراء. واعلن مسؤول امني عراقي ان مسلحين مجهولين فجروا مئذنة مسجد العشرة المبشرة بالجنة في البصرة، وذلك غداة تفجير مرقد الصحابي طلحة ابن عبيد الله في خور الزبير.
وفي النجف، دان المرجع الشيعي آية الله العظمى علي السيستاني "بشدة الاعتداءات التي تعرض لها" مرقد الصحابي طلحة ابن عبيد الله ومسجد العشرة المبشرة بالجنة في البصرة. وقال الناطق باسم السيستاني، حامد الخفاف ان "المرجع يناشد المؤمنين كافة ان يمنعوا بمقدار ما يستطيعون وقوع مثل هذه الاعتداءات على مراقد الصحابة والمساجد".
ومن جهته، حض الصدر الشيعة على الذهاب الى سامراء لزيارة ضريح الامامين "رافعين اغصان الزيتون". وقال في بيان: "إن مقدساتنا ستبقى في اعناقنا امانة ومن واجبنا الدفاع عنها بما نجده صالحا"، و"بما اني لم اجد مناديا ينادي او مرجعا يأمر فكان من واجبي ان اجمع المؤمنين تحت لواء واحد للدفاع عن مقدساتنا في سامراء." واضاف: "اني لأتمنى ان يكون سنة العراق بانتظاركم يفرشون لكم الطريق وردا وريحانا منفتحة قلوبهم لكم وبيوتهم لايوائكم فهم اخوتكم في الدين والوطن". وشدد: "اذهبوا رافعين اغصان الزيتون... لابسين الاكفان... فزحفا لزيارة مرقد الامامين في سامراء".

مصادر
النهار (لبنان)