يقول مدير شركة الطيران السورية وخبراء آخرين بأن هناك تأخير من قبل واشنطن بمنح تراخيص التصدير للخطوط الجوية السورية، بما يخص تصريح التصنيع والجوانب الأمنية، على الرغم من أنها غير متضمنة في قرار منع التصدير الذي يعود إلى ثلاث سنوات مضت. وفي مقابلة مع "فورتشين"، قال مدير شركة الطيران السورية نشأت نمير "منذ تم تطبيق قرار منع التصدير، بدأت الولايات المتحدة بتأخير عمليات منح التراخيص". وأضاف "في الماضي كانت عملية تقديم طلب رخصة التصدير تستغرق شهرا واحدا على الأكثر بينما تستغرق حاليا عدة أشهر، وحتى سنة".
إضافة إلى الرادار وجهاز تحديد المسار وجهاز الاتصال لطائرات البوينغ المستخدمة في الشركة، تشمل قوائم المنع أجهزة إطفاء الحريق المصنع من قبل "كيدي صناعات الفضاء والدفاع". وهذه التجهيزات، حسب أقوال مفتش السلامة الجوية المتقاعد جاك ميلافيتش، "هامة لسلامة الطائرات المدنية". مضيفا "عدم توفر هذه المعدات يعرض المدنيين الأبرياء للخطر".
وبينما أكد النمير على أن شركة الطيران السورية، التي تعود ملكيتها للحكومة السورية، كانت تتخذ جميع الخطوات الضرورية للمحافظة على مستوى عال من السلامة، فقد اعترف بأن الطائرات باتت مضطرة حاليا للقيام بعدد ساعات مضاعف من الطيران للتعويض عن الطائرات المتوقفة.
وقال المتحدث باسم السفارة السورية في واشنطن أحمد سلقيني، قامت السفارة بالتحقق في شهر تشرين الثاني الماضي حول بعض التراخيص المعلقة "لكنها لم تحصل على جواب نهائي". مضيفا أنه جرى تقديم طلبات إضافية، مشيرا إلى أن ذلك "مخيب للأمل لأننا نتحدث هنا عن سلامة المسافرين وعن أمور مستثناة من العقوبات الاقتصادية الأمريكية على سورية".
أن شركة الطيران السورية مجبرة الآن على تغيير مساراتها، وعدم استخدام بعض الطائرات ومتابعة استخدام طائرات قديمة، والتخلي عن بعض الطائرات ومحاولة الحصول على طائرات جديدة من "إيرباص" بعد أن خلص المصنعون الأوروبيون إلى أن طلب الحصول على قطع الغيار الصمنعة في الولايات المتحدة بات أمرا معقدا جدا.
تمنح التراخيص من قبل وزارة التجارة بعد مراجعتها مع الحكومة. وقد نفى المتحدث باسم الحكومة ديفيد فولاي أن يكون هناك أي تأخير وقال بأن العملية تتم بما "يتلاءم مع التزام الحكومة الأمريكية بتحسين مستويات سلامة الطيران وحماية المواطنين الأبرياء بما فيهم المواطنين السوريين".
أحد المعدات التي جرى تأخيرها هو نظام إنذار مقاربة الأرض المصنع من قبل "هنيويل" الذي يساعد الطيار على التعرف على الأبنية المرتفعة خلال عملية الهبوط. لكن هيئة الطيران المدني الدولية جعلت مسألة قطع الغيار ضمن صلاحيات الولايات المتحدة بعد حوادث 11 أيلول. وقد تقدمت "هنيويل" بطلب تصدير في تموز 2006 وتؤكد أنها لم تحصل على الموافقة حتى نيسان. أجبر التأخير الخطوط الجوية السورية إلى توقيف طائراتها القديمة من البوينغ 747 إلى فرنسا وبريطاينا وألمانيا لبعض الوقت لأن تلك الدول تتطلب مثل توفر مثل ذلك النظام".
ظهرت مثل هذه المشكلة عام 2005 بعد عدة حوادث تحطم في إيران ما دفع يهيئة الطيران المدني الدولية بالتقدم بتقرير الشكوى الإيرانية من أن رفض الولايات المتحدة لتصدير قطع الغيار كان على حساب السلامة الجوية. وبعد تحذير حول السلامة من قبل هيئة الطيران الدولية في شهر تشرين الماضي للولايات المتحدة، اضطرت حكومة بوش إلى المصادقة على تصدير قطع غيار متأخرة من "جنرال إليكتريك" للخطوط الجوية الإيرانية.