أقام المركز السوري للإعلام وحرية التعبير حفل تكريم لأسرة تحرير مجلة أبيض وأسود السورية باعتبارها الوسيلة الإعلامية الأفضل تغطية للانتخابات التشريعية التي جرت مؤخرا في البلاد, وذلك وفق تقرير كان المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أصدره مؤخرا وعرض فيه لاستراتيجيات التحرير التي تناولت الصحافة المحلية من خلالها الشأن الانتخابي التشريعي مؤخرا.

وتسلم رئيس تحرير المطبوعة الأسبوعية السيد أيمن الدقر درعا تقديريا من مدير المركز السيد مازن درويش, في احتفال استضافه نادي الصحافيين بدمشق, وحضره لفيف من الإعلاميين ورؤساء التحرير, وصحافيون يعملون في وسائل إعلام محلية حكومية وخاصة, إضافة إلى مراسلي بعض وكالات الأنباء العربية والأجنبية.

وكان السيد حسن كامل مدير الدراسات في المركز السوري للاعلام و حرية التعبير أدلى بتصريح لـ(سوريا الغد) تعليقا على إصدار المركز مجموعة من التقارير الاعلامية في الفترة الأخيرة؛ أكد فيه افتقاد الحياة الاعلامية السورية في وقتنا الراهن للدراسات الاعلامية الجادة التي تساعد على النهوض بالواقع الاعلامي السوري في ضوء التطورات ذات الوتيرة المتسارعة التي تشهدها الساحة الاعلامية الدولية.

واعتبر السيد كامل في حديثه أن قسما كبيرا من القائمين على وسائل الاعلام المحلية بقطاعيها الرسمي و المستقل (ليسوا إعلاميين محترفين بالأساس), وأنهم إلى حد كبير عاجزون عن توجيه إمكاناتهم و كوادرهم الوجهة الصحيحة, بالنظر إلى أنهم (لايملكون أنفسهم خططا عملانية أو رؤى استراتيجية واضحة في هذا المجال), متهما الهيئات الصحفية الحكومية بأنها تربي صحفييها و إعلامييها على (عقلية الموظف السائدة في باقي قطاعات الدولة), وأن هذه الهيئات تعمل على تسخير مواردها للترويج للحكومة, وهي بهذا جهات (إعلانية أكثر منها إعلامية).

ناعيا على المسؤوليين الاعلاميين على الصفين –الحكومي والخاص- اسقاطهم (البعد الثقافي للاعلام) من قائمة اهتماماتهم و أولوياتهم التحريرية.

وأكد السيد كامل أن الدراسات التي يقوم بها المركز السوري للاعلام و حرية التعبير تهدف إلى حث القيمين على وسائل الإعلام السورية وأصحاب القرار فيها على (إعادة تقييم ما انجزوه حتى الآن في عملهم), ودعاهم إلى الاستفادة الممنهجة من الأبحاث الأكاديمية التي يضعها المركز بين أيدي الجميع دون استثناء, وصولا إلى خطة عمل فاعلة تستثمر هذه (الإندفاعة) في إنشاء المجلات والصحف ووسائل الاعلام المختلفة والتي تشهدها البلاد حاليا, لافتا النظر في ذات الوقت إلى أن منح التراخيص الاعلامية لايكفي وحده لـ(تكريس واقع اعلامي سليم), وأن على ذلك أن يترافق و خطوات جدية لتطوير (البنية القانونية و التشريعية للاعلام في البلد).

وقال السيد كامل عن تكريم مجلة أبيض و أسود أنه يأتى عمليا في هذا السياق, وتم على أساس أن المجلة كانت (الأقرب) من بين وسائل الاعلام المحلية الأخرى إلى المعايير الدولية المعتمدة في تغطية الانتخابات, غير أنه أشار من جهة أخرى إلى أن (طريقا طويلا يجب على إعلامنا المحلي أن يقطعه قبل الإيفاء بالمعايير الاعلامية الدولية في هذا المجال وغيره من المجالات).

وألمح السيد كامل إلى أن التقرير القادم و الذي يستعد المركز السوري للاعلام لاصداره عن طريقة تعاطي وسائل الاعلام المحلية مع الاستحقاق الرئاسي الأخير؛ ستكون له نتائجه (المختلفة) من حيث نتائج تقييم وسائل الاعلام المحلي التي خضعت للرصد, مقارنة بالتقرير الأول الذي تناول الانتخابات التشريعية.

جدير بالذكر أن مجلة أبيض و أسود و التي يملكها السيد بلال تركماني هي المجلة السورية الوحيدة -خارج الاعلام الرسمي- التي تملك ترخيصا لتشر الموضوعات ذات الطابع السياسي, إلى جانب مطبوعة الوطن والتي هي جريدة يومية مستقلة.

و يوجد في سوريا حاليا ومنذ صدر المرسوم التشريعي رقم 50 لعام 2001 الذي سمح بانشاء صحافة خاصة في البلاد؛ ما يقارب الـ(150) مطبوعة, في حين يربو عدد طلبات الترخيص التي تنتظر البت بشأنها من قبل السلطات المختصة على الـ(170) طلبا.

مصادر
سورية الغد (دمشق)