المركز الاعلامي السوري – لندن

نظم المركز الاعلامي السوري في المملكة المتحدة مؤتمرا امتد يوما كاملا بعنوان الجولان، انهاء الاحتلال من أجل تحقيق السلام في كلية الدراسات الشرقية والافريقية في جامعة لندن شارك فيه كوكبة من نواب مجلس العموم البريطاني وخبراء سياسيون وعسكريون واقتصاديون وحقوقيون وصحافيون بريطانيون وعالميون بارزون، بالاضافة الى السفير السوري في بريطانيا الدكتور سامي الخيمي، ورئيس الجمعية البريطانية ـ السورية الدكتور فواز الاخرس ومدير المركز الاعلامي السوري السيد غيث الارمنازي.

وقال السفير السوري الدكتور سامي الخيمي في افتتاح المؤتمر ان هدفه التذكير بالكارثة التي حلت على سورية نتيجة لاحتلال اسرائيل للجولان، واستشهد بقول الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بان سورية تقدم غصن الزيتون في يد، ومستعدة للتفاوض حول الجولان وقضية الشرق الاوسط، ولكنها قادرة على استخدام البندقية في اليد الاخري، اي في الدفاع عن نفسها وعن الشعوب العربية المسلوبة حقوقها. ونصح اسرائيل بعدم اهدار فرصة السلام مع سورية ومع العالم العربي حسب ما طرحه مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002.

فيما اكد نائب حزب المحافظين بروكس نيومارك انه كان، ولوقت طويل، من مؤيدي اسرائيل فقط، لان الاعلام الاسرائيلي مهيمن على الراي العام الغربي ، وكان يعتقد بان سورية تشكل المشكلة في قضية الجولان وقضايا الشرق الاوسط عموما، ولكن بعد زيارته الاخيرة الي دمشق ولبنان ومقابلته الرئيس بشار الاسد ومسؤولين سوريين آخرين تبين له بان الرئيس السوري بامكانه قيادة عملية سلام ناجحة حول الجولان والمساهمة في تسهيل الحلول في العراق وفي ايران وفي التعامل مع حماس.
ودعا نيومارك الي الحوار الديبلوماسي في سائر قضايا الشرق الاوسط، علما ان وزير الخارجية في حكومة الظل المحافظة (صديق نيومارك الشخصي) وزعيم الحزب السابق وليم هيغ سيزور سورية هذا الاسبوع.
كما دعا نيومارك سورية إلى تفعيل حضورها الإعلامي في أوروبا لتنقل الصورة الحقيقة للغرب الذي يجهل الكثير عنها، وأكد أن المركز الإعلامي السوري في لندن خطوة جيدة جدا ومهمة إلا انها تحتاج إلى دعم أكبر. وقال ان اطلاعه على موقع المركز ونشراته دفعه الى تغيير الكثير من افكاره ومواقفه السابقة تجاه سورية.

من جانبه اشار النائب العمالي البريطاني جون غروغان الى ان فرصة تسلم رئيس حكومة بريطاني جديد لمهامه (غوردون براون) قد تفتح المجال لتحسن العلاقات البريطانية ـ السورية، وتساهم في وضع قضية الجولان على الطاولة، وفي دعم نجاح اي مفاوضات سورية ــ اسرائيلية في هذا الشأن.
كما ذكر غروغان بوجود الاعداد الهائلة من اللاجئين في سورية هذه الايام من سائر البلدان العربية (العراق، فلسطين، لبنان) بالاضافة الى مهجريها الداخليين من الجولان، واضاف ان ذلك عجزت عن تحمله دول كبرى مثل بريطانيا. واشار الى وثيقة وقعها 72 عضوا في البرلمان البريطاني من سائر الاحزاب تدعو الي الحوار الديبلوماسي البريطاني مع سورية.

بدوره تحدث الدكتور فواز الاخرس عن مئات القرى والمزارع السورية التي هدمتها اسرائيل في الجولان، بالاضافة الى تعديها علي الاماكن التاريخية والحضارية، وعن محاولات اسرائيل سلخ سكان الجولان عن تاريخهم وفرض قوانين وضرائب مجحفة بحقهم.

وشكلت مداخلة الدكتور غسان شنان مثالا حيا على ما عاناه سكان الجولان، حيث اضطر شنان وعائلته الي الهجرة من الجولان الى دمشق من دون اوراق ثبوتية ولا اموال ولا صكوك ملكية في عام 67 ولكنهم مع ذلك صمدوا، ونجح في دراسة الطب وتعليم اولاده، وما زالوا بانتظار عودتهم الي بلداتهم وقراهم.

وكان من المفروض ان يتحدث ايضا الاسير السابق في السجون الاسرائيلية عطا فرحات في المؤتمر إلا أن منع السلطات الاسرائيلية له من السفر حال دون ذلك. ولكنه تحدث بدوره في فيديو مصور عن تعلقه بارضه وبالشوارع والاماكن التي نشأ فيها حيث رأى فيها جدته تستشهد خلال تظاهرة ضد الاحتلال الاسرائيلي.

واوضح رئيس المركز الاعلامي السوري غيث الارمنازي مستشهدا بكتاب وسياسيين وخبراء اسرائيليين وبريطانيين بأن تصعيد اسرائيل وتحرشها المستمر بسكان الجولان شكلا العامل الاساسي الذي ادى الى نشوب حرب 1967.

ولعل من ابرز الافكار التي طرحت في المؤتمر اقتراح الكاتب والسياسي البريطاني باتريك سيل تعيين الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون مشرفا عاما على المفاوضات السورية ـ الاسرائيلية من قبل الامين العام للامم المتحدة.

فيما نصح الكولونيل السابق في الجيش البريطاني تيم كولينز اسرائيل بتبني تجربة السلام في ايرلند الشمالية، قائلا ان 35 عاما من الصراع الدموي في بلفاست لم يحل شيئا، وذكر بان التوازن العسكري يتغير باستمرار، واستشهد بتجربة الحرب الاسرائيلية مع حزب الله، والتي قال انها كانت مريرة واثبتت ان قوة صغيرة مدربة ولديها عقيدة يمكن ان تهزم جيشا كبيرا، فكيف اذا كان جيشا نظاميا ومدرب ومعدا بشكل جيد كالجيش السوري. واضاف ان الوقت الحالي هو الامثل لاسرائيل من اجل الانسحاب من الجولان وتحقيق السلام مع السوريين.

وركز المحامي جون ماكهوغو الخبير من منظمة كابو والخبير في القانون الدولي على ان هضبة الجولان ليست رقعة من الارض ذات اهمية عسكرية استراتيجية لسورية فقط، بل هي منطقة هجّر نصف مليون من سكانها الى مناطق اخرى في سورية والعالم، وتشمل خيرات اقتصادية ومائية كبيرة، وان حجة اسرائيل بانها تحتلها لاسباب امنية هي واهية وغير شرعية حسب القانون الدولي.

اما الدكتورغاي غودوين غيل خبير القانون الدولي في مسألة اللا جئين فقال ان اسرائيل وحسب قرارات الامم المتحدة المتلاحقة خرقت القانون الدولي لحقوق الانسان وما زالت عدم رضوخها لمعاهدة جنيف في معاملة السكان الواقعين تحت سيطرتها.

واستعرضت الدكتورة مروى داوودي مسيرة التفاوض الطويلة مع اسرائيل، وبينت بالارقام والوقائع كيف كانت تل ابيب تحبط اي تقدم يتم التوصل اليه. حتى حينما يكون الامريكيون طرفا وشهودا على ذلك.