يظهر العرب حالة عجز كامل ازاء الازمات والتطورات العاصفة التي تشهدها الساحة العربية هذه الايام حيث تفاقمت الازمة بين حركتي حماس وفتح ووصلت الى نقطة اللاعودة وتحول لبنان الى جرح نازف يهدد بإمكانية خروج «الوطن الصغير» من عقاله التاريخي والجغرافي، هذا ناهيك عما يجري في العراق من اعمال قتل وتدمير وتفجير يومية!

ففي المجال الاول قرر الوزراء تشكيل لجنة تحقيق من اجل تحديد اسباب ومسؤوليات الاقتتال الداخلي بين حركتي حماس وفتح في حين كانت هناك دعوة الى اللبنانيين لمعاودة حوارهم الوطني والتوقف عن اطلاق الاتهامات الاستفزازية الموجهة لسوريا تحديدا.

ان البيانات التي تصدر عن مجلس الجامعة العربية سواء على مستوى وزراء الخارجية أو المندوبين الدائمين تظهر في كثير من الاحيان وكأنها صادرة عن مؤسسة تعمل في الفضاء الخارجي باعتبار ان اللغة التي تُصاغ بها تلك القرارات تحمل طابع الامنيات او التمني وكأن ما يجري في فلسطين لا علاقة له بالوضع العربي وكأن الازمة اللبنانية الداخلية وتداعياتها هي مجرد قضية قادمة من اميركا اللاتينية.

فلم يعد مقبولا ان يكتفي مجلس الجامعة بإصدار بيانات وقرارات لا تسمن ولا تغني من جوع بل يتوجب عليه ان ينخرط في سياق الاحداث والتطورات وان تكون له تأثيرات مباشرة وقوية على ما يجري لان الوقت قد حان امام الجامعة للخروج من هذه السلبية التي تسيطر عليها.

مصادر
الاتحاد (الإمارات العربية المتحدة)