سأل السندباد:
لماذا لا تهتم المرأة بالسياسة والاقتصاد والحراك الاجتماعي؟ وتبدو على الهامش من ذلك رغم ما تسنّمته من مناصب!
وأنّ تسلمها لتلك المناصب يتضمن قيامها بفعالية مهمة على صعيد المجتمع فلما تعتقد (المرأة) تلك الفعالية خلبية؟! فرقعة سوط في الهواء.
رغم أنه منذ استقلال الدول العربية والكلام وسن القوانين لصالح المرأة يتطور باستمرار!! ومن يقرأ الاتفاقيات التي وافقت الدول العربية عليها تحت عباءة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية، بل أيضاً ما نصت عليه دساتيرها والقوانين الداخلية فيها، يجب أن تصيبه الدهشة لما نالته المرأة العربية من حقوق خلال فترة وجيزة احتاجت المرأة في الكثير من الدول غيرها إلى قرون لتنالها!.
ألا يدل هذا على فصام نفسي لدى المرأة العربية يجعلها تعتقد شيء وتفعل شيء آخر وتعيش بوجه آخر أيضا؟! لا بد أنه من نقصان عقلها!!

تكلمت ياسمينة:
القصة تكمن أن هناك قانون عندما يفعل يكتسح كل القوانين.. إذ له الرئاسة والقوة! إنه قانون الطوارئ الذي يتم تفعيله في حالات الحرب والكوارث.. أما لدينا فهذا القانون مفعّل دوماً! ويدعى (قانون الطوارئ الرجالي)..
وهذا القانون، ما أن يتبادر لامرأة أو منظمة نسائية، سواء أكانت حكومية أو مدنية، أن تعمل وفق هذه الدساتير وتلك القوانين حتى ينفش ريشه مستنفرا بألوان العادات والتقاليد.. والدين طبعا! وهنا (الدين وفق مفهوم الذكور؟!).. أن هذا لتقليد للغرب الكافر العلماني! ويصيح صيحته الشهيرة: احموا الشرف! والشرف لا يسلم ما لم تراق على جوانبه الدماء! وتحجب النساء! وتمنع من الخروج من البيت! ومن العلم! وهي عورة كلها: صوتها وجسدها وفكرها.. فليس من اللائق أن ترفع صوتها، وتنافح عن حقها، وتسعى لرزقها..

فالمرأة نهايتها الزواج! وبيت زوجها! وهنّ ناقصات عقل ودين! والمرأة تأخُذها عاطفتها ولا تُحكم عقلها! ألا ترى كيف هي عاطفة الأمومة الطاغية عليها؟ وهي إن أحبت فقدت رشدها !وإن أبغضت هدت الجبال! وما إلى ذلك مما يفرغ القوانين.. والمناصب التي تسنمتها المرأة.. من مضمونها!
هذا خطابه الباطن الذي لا يسمع إلا بالهمس.
أما صوته العالي فيقول هذا القانون ما يلي: المرأة لدينا كالديمقراطية!! نتكلم عنها.. ونقر بأهميتها لتطور مجتمعاتنا.. بل وأقمنا الهيئات المنوطة بذلك.. حتى من غشته عيناه لا تضله بصيرته؟!
إذاً لم كل هذا الضجيج الذي يثار؟ وهذا الغبار الذي يزر في العيون؟ ألا يراد به تدمير الخلية الأولى في المجتمع العربي ألا هي الأسرة؟! فالقانون يقول: أنها نصف المجتمع والأم والزوجة والأخت والابنة والعشيقة (عذرا هذه سقطت سهوا!).
هذا ما تقوله مجتمعاتنا العربية على المنابر وفي وسائل الإرسال بأنواعها المتضخمة كالبوالين في سماء المهرجانات الداعمة للمرأة.
لكن ها قد انتهى الحفل.. ووقعت الاتفاقيات.. وسنت القوانين..

وتعود المرأة إلى خليتها الأولى "الأسرة".. سواء لدى زوجها أو أبيها أو أخيها وهلم جراً من العصبات! لترزح تحت حكم الزوج أو الأب الخ... الذي له الولاية عليها لتختار ما بين الطلاق والتأديب الذي له الكثير من الطرق.. منها القتل باسم الشرف (وا معتصماه!) وغير ذلك من وسائل الضغط والترهيب إذ ما فكرت أن تطالب بحقوقها.. أو أن تتساوى بالواجبات.. بل حتى حق الحوار والنقاش والمشاركة في إدارة دفة السفينة..
أو عليها أن تلتزم السكوت حت لا يلفظها المجتمع! وأية لفظة!؟ أقلها أنها امرأة، والعياذ بالله؟؟!! (هذا صوت الرجل الذي فيّ!).. فهكذا تنسى ما رفعت به عقيرتها على المنابر.. وتعود الضلع الأعوج.. كما هو شبه منشئها في المثيلوجيا الذكورية..
صاح الديك وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح.
هذه الحكاية ليست من الليالي التي حكتها شهرزاد للملك شهريار بل للسياف مسرور عندما كان شهريار في زيارة لبلاد الغرب حيث تغرب الشمس لتطلع من شرقنا؟