كل المعطيات السياسية والأمنية تشير بوضوح الى أن لبنان ذاهب نحو فوضى أكبر وأخطر بسبب ضغط المشروع الاميركي - الاسرائيلي، الذي جعل من بعض الجهات اللبنانية أداة للوصول الى هذه الفوضى، التي ستتحول بالضرورة الى «حرب أهلية» جديدة.. إذ أن إصرار فريق الأكثرية الحاكمة على إجراء انتخابات فرعية، دون مصادقة رئيس الجمهورية على المرسوم الخاص بها يعد بمثابة انقلاب جديد على دستور الطائف وهو كذلك تطاول خطير على صلاحيات الرئيس اللبناني، الامر الذي يطرح تساؤلات حول الخطوات المقابلة او المضادة من قبل المعارضة.

وكما يحدث الآن في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث هناك حكومتان: واحدة في الضفة الغربية، برئاسة سلام فياض، والثانية في غزة برئاسة اسماعيل هنية، فإنه ستكون في لبنان بعد أشهر قليلة حكومتان وربما تحول الأمر الى «أنموذج» جديد، قد يتم توسيعه ونشره في كل أرجاء المنطقة.

فالولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان الى تفتيت المفتت وتقسيم المجزء، أي تمزيق الدول العربية الى مجموعة من «الدويلات» والكانتونات المتصارعة فيما بينها وغير القادرة على حماية نفسها دون دعم أو مساعدة خارجية.

وامام هذه الأخطار الكبيرة والاستراتيجية فإن الوضع العربي يزداد تدهورا وضعفا، ويتحول العرب الى ما يشبه «الكائنات الفضائية» التي تخضع فقط لاختبارات التجارب، وكأن المطلوب هو اعادة استعمار واحتلال الوطن العربي من جديد.

وكل ذلك بسبب السياسات الاميركية الخطيرة التي بدأت باحتلال العراق، وها هي تنقل «فوضاها الخلاقة» الى لبنان وغدا الى سوريا وبعد غد الى دول عربية أخرى مدرجة في القائمة.

مصادر
الوطن (قطر)