اصبح اللعب على المكشوف الآن فوق كل الساحات المستقلة في منطقة الشرق الاوسط بدءا من العراق مرورا بلبنان ووصولا الى فلسطين، فالولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوروبي اعلنا رسميا رفع كل اجراءات الحصار والتجويع التي كانت مفروضة على الشعب الفلسطيني لمجرد تشكيل حكومة طوارئ في الضفة الغربية برئاسة سلام فياض في حين قررت الاطراف الدولية والعربية احكام الحصار على قطاع غزة، من اجل اجبار حماس على الخروج من هناك او دفع سكان القطاع الى الرحيل خشية عواقب الحصار الاقتصادي. وعلى ايقاع هذا الدعم الاميركي ـ الاوروبي الكبير لحكومة الطوارئ التي اعلنها محمود عباس تحظى حكومة فؤاد السنيورة في لبنان بدعم اكبر من نفس هذه الاطراف الدولية وكذلك حكومة نوري المالكي في العراق وذلك عبر مشهد سياسي اقليمي يطرح عشرات التساؤلات المشروعة والمفتوحة: لماذا كل هذا الدعم الدولي لحكومات مرفوضة من قبل الشارع العربي؟ ان الدعم الاميركي ـ الاوروبي لحكومات عباس والسنيورة والمالكي قد تحول الى فضيحة سياسية واخلاقية للعالم الغربي الحر الذي يتحدث عن الديمقراطية وحقوق الانسان على مدار الساعة وتصدر مراكز الابحاث والدراسات فيه العشرات بل المئات من التقارير التي تتحدث انتهاكات حقوق الانسان في العالم فأين هؤلاء جميعا من حرب الحصار والتجويع التي تمارس اميركيا واوروبيا واسرائيليا على سكان قطاع غزة؟ واذا كان العالم قرر ان يلعب بصور مكشوفة من اجل الدفاع عن مصالحه فان السؤال البديهي الذي يطرح نفسه: لماذا لا يفكر العرب ان يلعبوا على المكشوف ايضا طالما ان كل الاقنعة قد سقطت من على الوجوه؟ ان هناك عربا هم جزء من المشروع الاميركي ـ الاستعماري الجديد مقابل وجود اطراف مقاومة فلا بد من التمييز في المعادلة.

مصادر
الوطن (قطر)