ذكرت صحيفة " هارتس " في عددها الصادر اليوم الجمعة أن قيادة جيش الاحتلال تدرس حالياً امكانية تزويد قوى الأمن التابعة لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بمجنزرات ومدرعات لتعزيز قوته في الضفة الغربية مقابل حركة حماس. وأشارت الصحيفة الى أن اجتماعاً عقد مؤخراً بين كبار قادة جيش الاحتلال في الضفة الغربية وعدد من قادة الأجهزة الأمنية التابعة لابو مازن في الضفة الغربية، حيث عرض هؤلاء على قادة الجيش الاسرائيلي أن توقف إسرائيل عمليات الاعتقال التي تستهدف نشطاء حركة " فتح " في الضفة الغربية الى جانب السماح لأجهزة الأمن التابعة لابو مازن بالعمل بحرية في المدن الفلسطينية الكبرى في الضفة الغربية، مقابل إلتزام هذه الأجهزة بالعمل على تفكيك جميع الأذرع العسكرية التابعة لحركة فتح في هذه المنطقة. ونوهت الصحيفة استناداً الى مصادر أمنية إسرائيلية أن قيادة جيش الاحتلال تميل الى الموافقة على طلب اجهزة ابو مازن الأمنية والسماح لها بالعمل في الضفة الغربية، لكنها ترفض توقف عمليات وحملات الاعتقال التي تطال نشطاء حركة " فتح ". واضافت الصحيفة أنه قيادة الجيش في احسن الأحوال يمكن أن توافق على تقليص عمليات الاعتقال فقط. من ناحية ثانية نقلت الصحيفة " هارتس " عن مصدر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت قوله أن الاخير سيعلن خلال الاجتماع الرباعي الذي سيجمعه بكل من الرئيس المصري حسني مبارك والملك الاردني عبد الله الثاني وابو مازن عن تحرير مبلغ حوالي 150 مليون دولار من عوائد الضرائب الفلسطينية التي تحتجزها اسرائيل، مع العلم أن حجم هذه العوائد يبلغ 600 مليون دولار. وسيعرض اولمرت على حكومته الاحد القادمة خطة لتعزيز ابو مازن، تتضمن مساعدات مالية وتسهيلات على حركة الناس. واشارت الصحيفة الى أن مقربي ابو مازن ابلغوا اسرائيل في الاونة الاخيرة انه معني باستئناف الاتصالات للتوصل لتسوية دائمة. واكدت الصحيفة أن اولمرت يهدف من خلال عناقه لابو مازن الى منعه من العودة الى الجلوس الى نفس الطاولة مع حركة حماس.
واشارت الصحيفة الى مقربي ابو مازن في الاونة الاخيرة طالبوا أولمرت باصدار امر بالافراج عن امين سر حركة فتح في الضفة الغربية مروان البرغوثي والذي يقضي حكماً بالسجن المؤبد اربع مرات، على اعتبار أن مثل هذه الخطوة ستمثل تعزيزاً كبيراً لموقف ابو مازن في الضفة الغربية.

ليبرمان يائس من ابومازن
من ناحيته حذر نائب رئيس الوزراء ووزير الشؤون الاستراتيجية في الحكومة الاسرائيلية افيغدور ليبرمان من مغبة منح ابو مازن واجهزته الامنية سلاح ومال، معتبراً أن ذلك في النهاية سيؤدي الى تعزيز العناصر " الارهابية ". وفي تصريحات للصحافيين صباح اليوم الجمعة، قال ليبرمان " حتى لو قمنا بتزويد ابو مازن بطائرات متطورة من طراز اف ستة عشر، فأنه لا يوجد لديه أي احتمال للانتصار في مواجهة حماس ". وشدد أنه سيصوت يوم الاحد القادم ضد الخطة التي سيعرضها اولمرت لتعزيز ابو مازن.
من ناحية ثاينة حذر الدبلوماسي السابق والكاتب جدعون سامت من مغبة تضليل اولمرت مشدداً على أن اولمرت سيكون عاجزاً عن المضي في أي عملية تفاوضية مع ابو مازن. وفي مقال نشرته صباح اليوم صحيفة " هارتس "، قال سامت أن اولمرت يواصل تقديم العهود والوعود باحراز تقدم في العملية التفاوضية مع ابو مازن لكنه في النهاية سينكث بكل عهوده، مشدداً على أن كل ما يعني اولمرت حالياً هو ضمان الحفاظ على مستقبله السياسي. واشار سامت الى أن اولمرت يتطلع الى صدور التقرير النهائي للجنة فينوغراد في الصيف، حيث أنه من المتوقع أن تأمره اللجنة بالاستقالة من منصبه.