مشكلة المسؤولين في الدول الغربية انهم لا يعترفون بالحقائق ولا يقرون بحق الشعوب في الحصول على حقوقها كاملة الا بعد ان يتركوا مواقع الحكم والمسؤولية ويتحولوا الى مواطنين عاديين في بلدانهم فيقدموا على الاعتراف بالاخطاء التي ترتكبها حكومات دولهم ويوجهون الانتقادات الى السياسة الاميركية الخاطئة سواء في الشرق الاوسط او العالم.

وهذا ما فعله المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر خلال المحاضرة التي ألقاها قبل يومين في جامعة دمشق فقد وجه انتقادات لاذعة وغير مسبوقة الى الولايات المتحدة لتجاهلها حق سوريا باستعادة اراضيها المحتلة في الجولان ومحاولتها فرض سياسة عزل على دمشق.

وقد تحدث شرودر عن الصراع العربي - الاسرائيلي ومساره وآفاقه واستخدم لغة مثيرة جدا للاهتمام حتى بدا لبعض المراقبين وكأنه ليس هو نفسه الذي كان يحكم المانيا قبل سنوات.

وكان يشارك اميركا في ممارسة أقصى درجات الضغط والحصار على سوريا والشعب الفلسطيني والعرب.

وهو ليس المسؤول الغربي الاول والاخير الذي يعترف بالحقيقة بعد تركه لمواقع المسؤولية، فقد سبقه الى ذلك العشرات حتى من الرؤساء والمسؤولين الاميركيين البارزين ولعل من ابرزهم الرئيس الاسبق جيمي كارتر الذي تحول الى قديس يدافع عن الشعب الفلسطيني ويقف بالمرصاد لجرائم اسرائيل ضد الاطفال والنساء في غزة والضفة الغربية.

ومن المؤكد ان مثل هذه المواقف مهمة جدا وتدعم القضية العربية ولكن سيكون من الاجدى لو ان حاكما او مسؤولا غربيا يتجرأ على قول الحقيقة ونقد اسرائيل وهو في موقع المسؤولية، فالمشهد سيكون والحالة هذه أكثر واقعية واثارة وتأثيرا على سياسات الدول ومواقفها ولكن يبدو ان احدا من هؤلاء غير قادر على الخروج عن بيت الطاعة!

مصادر
الوطن (قطر)