لماذا يستغرب بعض اللبنانيين والعرب ان تكون الادارة الاميركية هي التي تقف وراء مسلسل الاغتيالات والتفجيرات في لبنان ويعتبرون توجيه تهمة كهذه بمثابة «كفر وزندقة» سياسية على اعتبار ان هؤلاء يصدقون تصريحات المسؤولين الاميركيين الزائفة حول الحرص على الحرية والديمقراطية ولا ينظرون الى ما حل بالعراق من خراب ودمار؟ وكيف ان الولايات المتحدة اعادته الى العصر الحجري والى الكارثة التي اصابت افغانستان جراء الغزو الاميركي لها؟!

ان القوات الاميركية التي قتلت وشردت اكثر من ثلاثة ملايين مواطن عراقي واستولت على ثروات العراق وخيراته ونهب جنودها حتى الآثار والمتاحف في بغداد وارتكبوا فظائع «ابوغريب» واعتدوا على حرائر العراق وشيوخه واطفاله لا يمكن رفع الشبهة او التهمة عنها في ان يكون عملاء الـ «سي.آي.إيه» في بيروت هم الذين يقومون بعمليات الاغتيال والتفجير وذلك بالتعاون والتنسيق مع «الموساد» وعبر استخدام ادوات لبنانية ذلك ان الذي يلحق كل هذا الخراب والدمار بالشعب العراقي ومؤسساته وثرواته ومستقبله ويلحق بلدا مثل افغانستان بالعصور الوسطى لن يتورع عن ان يغتال او يفجر في لبنان وسيكون سهلا عليه توجيه التهمة الى دولة مثل سوريا كانت موجودة عسكريا سابقا على الساحة ثم خرجت وهناك حالة عداء بينها وبين الفريق اللبناني الحاكم فلماذا لا يتم استغلال هذه الاوضاع والظروف «المثالية» من اجل احداث المزيد من التصدع في العلاقة السورية ـ اللبنانية وحتى محاولة الدفع بهذه العلاقة نحو الصدام العسكري؟

مصادر
الوطن (قطر)