ما يدهش اليوم في "قضايا المرأة" هو حجم ورشات العمل أو الندوات وحتى المؤتمرات التي تنطلق أحيانا من "تمكين" دورها في المجتمع وصولا إلى "الحوارات حول "السيداو" (اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة CEDAW)، وبالطبع لن ننس العدد الكبير من الجمعيات والمشاريع التي تطال المرأة في المدينة والريف، لكن هذه الصورة تدفع من جديد إلى "المكاشفة" ومحاولة النظر إلى فاعلية كل النقاشات وربما الكتابات التي تتعامل مع المرأة، ومعرفة حجمها الكامل داخل الفعل والثقافة الاجتماعية.

بالطبع ليس من الضروري التذكير بأن كل ما يحدث هو تحت مظلة "المجتمع الأبوي" وسلطة "التراث"، وهو ينطلق أساسا من وعي مجموعة بحقوق المرأة، وليس من ضمن نظام يحقوق ربما يتكسر ضمن "الأسرة" أو الإرشاد الذي يتلقاه الذكور في حلقات التراث المختلفة. وفي المقابل فإن بحوث المرأة ما تزال في طفولتها، فهل باستطاتنا القيام بكل هذه الإجراءات أو المؤتمرات ونحن مانزال نقف عند حدود الصور النمطية للأنثى!!

ربما نحتاج أيضا لظهور "النزعة النسوية" أو أي شيء مقابل لها حتى نستطيع القول أن قضية المرأة أخذت بعها الحقيقي داخل ثقافتنا... فالمسألة ليست اكتساب حقوق بل أن تصبح هذه الحقوق ضمن النظام الثقافي الذي يحكم الجميع... فنحن مازلنا نملك "النوادر" التي تظهر فجأة ثم تختفي ابتداء من الكتاابات الجريئة، وانتهاء بالمناقشات الحامية التي تنتهي بتوصيات أحيانا أو بزيادة وعي بعض النخب التي لا تحتاج أساسا لتعبئة حتى تتحدث بحماسة عن "المرأة".

أحاول أن أفهم المقاربة بين قضية المرأة وباقي القضايا، فالنخب تحتكرها بشكل دائم، وتبقى مغلقة على ذاتها في البحث والحوار، بينما لا نجد حلا للنفاذ من أجل تكريس ظاهرة جديدة في المجتمع تعيد التوازن ثقافتنا، فالمسألة ليست في إجراءات محددة بل بإشباع هذه المسألة نظريا على الأقل حتى نستطيع الاستناد إلى قاعدة ثقافية جديدة.