روسيا تشرع في إنتاج صاروخ الأبعد مدى في العالم

في مسعاه للتهدئة مع الغرب، صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس أن وجود مشكلات في العلاقات بين روسيا وحلف شمال الأطلسي «الناتو» أمر طبيعي، لكنه شدد على إمكانية حل تلك المشاكل عن طريق الحوار، وبالمقابل أعلنت موسكو عن الشروع في إنتاج صاروخ الأبعد مدى على مستوى العالم ويحمل رؤوسا نووية.

وقال بوتين أثناء لقائه الأمين العام لحلف الناتو ياب دي هوب شيفر في الكرملين: «نحن سعداء باستقبالكم في موسكو، ونأمل أن يتيح الحوار الدائم بين روسيا والحلف حل جميع المشاكل من أجل توطيد السلام في جميع أنحاء العالم». ويزور هوب شيفر روسيا لمناسبة مرور عشر سنوات على توقيع الوثيقة الأساسية للعلاقات الثنائية والتعاون والأمن بين روسيا الاتحادية وحلف الناتو، وكذلك مرور العام الخامس على تأسيس مجلس «روسيا ـ الناتو» الذي عقد اجتماعه أمس في موسكو.

بدوره، شدد هوب شيفر على ضرورة وجود علاقات طبيعية بين روسيا والحلف. وقال: «لا يستطيع الناتو الاستغناء عن روسيا التي بدورها لا تستطيع أن تستغني عن شريك جيد كالناتو». وقال: إن الرئيسين الروسي والأميركي سيناقشان قضية نشر عناصر من درع الدفاع الصاروخي الأميركي في أوروبا الشرقية في لقائهما المرتقب في كينيبانكبورت بولاية مين الأميركية في الأول والثاني من شهر يوليو المقبل.

من جهة أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن طابع تعاون روسيا مع الناتو يتوقف على نوعية إصلاح هذه المنظمة. وأكد على ضرورة أن يلبي حلف الناتو متطلبات الرد على الأخطار والتحديات الجديدة. وذكر أن المسائل المتعلقة بمعاهدة الحد من الأسلحة التقليدية في أوروبا والدفاع المضاد للصواريخ، تمس جوانب الأمن الأساسية، ولهذا فإن من الضروري تسوية هذه القضايا بشكل يفرض تعامل كل طرف مع أمن الآخر بعناية.

وأعلن النائب الأول لرئيس الوزراء سيرغي ايفانوف عن أن «روسيا شرعت بإنتاج صاروخ عابر للقارات يحمل رؤوساً نووية، وسيكون الأبعد مدى في تاريخ صناعة الصواريخ العسكرية». وصادف الإعلان عن الصاروخ الجديد مع وصول شيفر إلى موسكو لإجراء محادثات بشأن برنامج الدفاع الصاروخية الأميركي. وفي وقت سابق تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعزيز دفاعات روسيا الصاروخية بالتزامن مع توتر العلاقات بين روسيا والحلف.

ونقلت وكالة أنباء انترفاكس الروسية للأنباء عن ايفانوف قوله، في اجتماع في بلدة فوتكينسك الصناعية بوسط روسيا: «إننا ندخل الآن مرحلة جديدة وحاسمة من إعادة تجهيز كل القوات الإستراتيجية النووية والأنظمة التشغيلية والتكتيكية بالمعدات». وأضاف: «إنني أتحدث عن كل من نظامي (توبول-ام) المتحرك والثابت الأطول مدى والمزود بأنواع مختلفة من الرؤوس الحربية إلى جانب نظام (اسكندر-ام)».

وقام المصممون بتطوير صاروخ (توبول-ام) في التسعينات وهو الآن يشكل حجر الزاوية في القدرات الصاروخية الروسية البعيدة المدى. أما الصاروخ (اسكندر-ام) فهو صاروخ جديد قصير المدى قامت روسيا بتطويره.

مصادر
البيان (الإمارات العربية المتحدة)