أبدى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير أمس، استعداده ل«المساعدة» في التوصل إلى تسوية للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك على وقع الاجتماع الذي عقده موفدو اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط، في القدس أمس، في الوقت الذي اعتبرت الصحافة البريطانية رئيس رئيس وزرائها ذو سمعة باهتة ويتمتع بشعبية إسرائيلية ما يثير قلق العرب.

وقال بلير في مؤتمر صحافي في داوننغ ستريت، حيث استقبل حاكم ولاية كاليفورنيا ارنولد شوارزينغر «كل من يهتم بسلام اكبر واستقرار اكبر في العالم يدرك ان تسوية دائمة للمسألة الإسرائيلية الفلسطينية أمر أساسي. وكما قلت دائما، سأبذل كل ما في وسعي للمساعدة في التوصل إلى تسوية مماثلة».

وأشار بلير في المؤتمر الصحافي الأخير له إلى تصريحات للرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون الذي تربطه به صداقة وطيدة والذي يعتبر ان المرء يستطيع متى تقاعد «ان يركز في شكل كثيف على قضية محددة». وأبدى شوارزينغر «سرورا كبيرا» لإمكان ان يصبح بلير موفدا للرباعية. وقال «انه دبلوماسي كبير يلم تماما بالقضية».

وشدد بلير خلال الأشهر الأخيرة على أهمية إيجاد تسوية للنزاع في الشرق الأوسط، لافتاً إلى ان أي تقدم في هذا الملف يرتدي «أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة إلى أوروبا». لكن احتمال تعيينه أثار ردود فعل حذرة في الصحافة البريطانية. فكتبت صحيفة «تايمز» المحافظة أمس «ان بلير يتمتع بسمعة باهتة في المنطقة بسبب المشاركة البريطانية في الحرب في العراق وعدم طلبه وقفا فوريا لإطلاق النار في لبنان الصيف الفائت».

وقالت صحيفة «ذي انديبندنت» (يسار) ان علاقته الوطيدة بالرئيس الأميركي جورج بوش تشكل «عائقا» بالنسبة إلى بعض المسؤولين الفلسطينيين، وتداركت «لكنه يتحلى بصفات أخرى منها شعبيته النسبية في إسرائيل (...) وانجازاته في ايرلندا الشمالية».

إلى ذلك، اجتمع موفدو القوى الدولية المشاركة في اللجنة الرباعية للشرق الأوسط الثلاثاء في قنصلية الولايات المتحدة في القدس الغربية، لبحث تعيين رئيس الوزراء البريطاني موفدا دوليا للرباعية إلى الشرق الأوسط.

وشارك في اجتماع الرباعية ممثل المفوضية الأوروبية لعملية السلام في الشرق الأوسط مارك اوتي والموفد الروسي الخاص إلى الشرق الأوسط سيرغي ياكوفليف والممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة مايكل ويليامز ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش. وكانت مصادر دبلوماسية أكدت أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت يؤيدان تعيين بلير مبعوثا لرباعي الوساطة.