الكسندر يعقوبسون

ما الذي يضمن وجود دولة ذات أكثرية عربية ديمقراطية ، في وسط الشرق الاوسط؟ يزعم أسعد غانم أن تقسيم البلاد الى دولتين لم يعد ممكنا بسبب السياسة الاسرائيلية في مناطق الضفة الغربية ، ولذلك لا مناص من دولة ثنائية القومية ديمقراطية واحدة من البحر الي النهر (صحيفة "هآرتس" ، 12 ـ 6) لكن الحقيقة هي أن خيار دولة فلسطينية ذات وجود ، من جهة اسرائيل لم يكن قط أكثر واقعية.
في قطاع غزة عادت اسرائيل الى الخط الاخضر ، ومسار جدار الفصل القائم بالفعل يترك خارج الجدار أكثر من 90 في المئة من مناطق الضفة ، وهذا كما يدرك الجميع خط بدء كل تفاوض في المستقبل ، لقد أثبت الانفصال أنه يمكن اخلاء المستوطنات الاسرائيلية ، ومعروف ان الأمر في الضفة أصعب لكنه ليس كذلك اذا تم الحديث عن معاهدة سلام.
ان تأييد أكثر الجمهور حل دولة فلسطينية مفهوم ضمنا اليوم: لكن لم يكن الأمر كذلك دائما ، يقول 43 في المئة من الجمهور اليوم انهم مستعدون للتخلي عن الأحياء العربية في شرقي القدس مقابل السلام ، لقد اعتُبر هذا الموقف ذات مرة متطرفا ، ورفضت قيادة ميرتس تبنيه الى ما بعد كامب ديفيد ، ورغم موضة عرض اسرائيل كسدوم وعمورة ، والجمهور الاسرائيلي كغوغاء فاشيين ، فالحقيقة هي - رغم ظواهر سلبية كثيرة - ان ملخص عشرات السنين الأخيرة يشير الى ان اسرائيل أصبحت ديمقراطية ليبرالية بقدر أكبر ، وأن الجمهور الاسرائيلي أخذ بمواقف سياسية أكثر اعتدالا مما كان عليه في الماضي.
ليست المشكلة في نظم الحكم فقط : فرغم اصوات شجاعة تُسمع في المدة الأخيرة ، لا يؤيد الرأي العام العربي ايضا ، بأكثريته الكبرى ، أي حق قومي لجهة غير عربية في المنطقة ، الدولة ثنائية القومية تعني أن الشعب الفلسطيني سيوافق علي أن يكون الشعب العربي الوحيد الذي لا تُعرّف دولته رسميا كدولة عربية ـ لصالح أقلية يهودية استعمارية ، فهل هذا سيناريو معقول؟ لأي سبب في الحقيقة ينبغي أن نؤمن بأن يكون لليهود الذين اختفوا تقريبا تماما من العالم العربي كله ، مستقبل في فلسطين عربية خاصة؟ هذه الاسئلة غير المقبولة تستحق أن تُسأل ، فمن الممكن وجود دولتين لشعبين ، أما دولة واحدة ديمقراطية للشعبين فلا ، وكل من له عينان في رأسه يرى اليوم أنه لا يوجد امكانية عملية لدولتين ديمقراطيتين ، بخلاف أوهام الماضي ، فمن بين الدولتين ستكون واحدة ديمقراطية رغم نقائصها.

مصادر
هآرتس (الدولة العبرية)